سه شنبه: 28/فرو/1403 (الثلاثاء: 7/شوال/1445)

ولكن هذا المانع أصبح ضعیفاً فی عصـرنا هذا بفضل المصلحین، وانبثق فجر جدید فی تاریخ المسلمین، لا یفكّر فیه المسلم ـ الشیعی أو السنّی ـ بكیفیة الوقوف بوجه أخیه، بل أصبح على العكس من ذلك، یفكّر بكیفیة القیام إلى جنبه أو ورائه؛ لعونه ونصرته ومؤازرته.

فالعالم الإسلامی قد تحرّك وانتفض وانتبه واستیقظ من رقدته، وأخذ یسیر فی طریق انتشال حقّه وانتزاعه. فهذه النهضات الإسلامیة فی جمیع البلاد قد أعیت السلطات الّتی ابتُدعت واُوجدت لحفظ منافع

 

الأعداء ومصالحهم، والقضاء على المناهج الإسلامیة السامیة، والبرامج الدینیة الرفیعة، وكذلك الحركات الّتی تطالب بالرجوع إلى أحكام الإسلام ابتدأت تقطف ثمار النصـر والنجاح، ففی تركیا ـ مثلاً ـ تشكّلت وزارة ائتلافیة بمنتهى الغرابة من حزب الشعب الجمهوری ذی المیول العلمانیة، ومن حزب الإنقاذ الوطنی ذی الإتّجاهات الدینیة المحافظة والّذی یتزعّمه نجم الدین أربكان، ویدعو أربكان إلى مكافحة المیوعة ومحاربة تردّی الأخلاق، كما یبدو فی أحادیثه وتصـریحاته حنین إلى الإمبراطوریة العثمانیة، وقد وافق أجاوید زعیم حزب الشعب على اُمور طالبه بها شریكه فی الحكم، منها إعادة فتح المدارس الثانویة، وتدریس الأخلاق فی الكلّیات، وغیر ذلك.([1])

 

 

([1]) حضارة الإسلام، العدد 1، السنة 15، ص104.

موضوع: 
نويسنده: 
کليد واژه: