جمعه: 10/فرو/1403 (الجمعة: 19/رمضان/1445)

الأُولى: معنى المشتقّ المتنازع فیه

مبحث هنا: فی بیان معنى المشتقّ الّذی یمكن أن یقع فیه النزاع، وبیان الفرق بینه وبین ما لا یمكن أن یقع النزاع فیه؛ فنقول: إنّ المفاهیم المنتزعة على أقسام:

منها: ما یكون منتزعاً من مقام الذات مع الإغماض عن اللواحق الخارجة عنها، بحیث إذا فُرضت الذات بما هی هی مجرّدةً عن کلّ قید، ینطبق علیها هذا المفهوم، وتكون الذات مصداقاً له حین فرض خلوّها عن جمیع اللواحق.

والوجه فی ذلك: أنّ المفهوم لا ینتزع إلّا من مرتبة الذات، فلابدّ وأن یكون فی مرتبة الذات منطبقاً علیها بلا تأخّر عنها ولا تقدّم علیها، ویقال لهذا: الذاتی.

ومنها: ما ینتزع من المرتبة المتأخرة عن الذات وهو: ما یسمّونه فی المنطق «بالعرض» أی ما یكون خارجاً عن الذات. وینقسم إلى قسمین: اللازم، والمفارق.

فالعوارض اللازمة لا تفارق الذات مادامت الذات موجودة وباقیة.

والعوارض المفارقة تجری على الذات تارة ولا تجری علیها تارة اُخرى، كالضحك والقیام والقعود وغیرها.

 

ولا یخفى علیك: أنّ النزاع فی مسألة المشتقّ إنّما یكون فی هذا القسم الأخیر. والظاهر كون أسماء الفاعلین والمفعولین والصفات المشبهة وصیغ المبالغة من هذا القبیل.([1])

 

([1]) وهی الغالب، ولا یختصّ محلّ النزاع بها، کما زعمه صاحب الفصول فی فصوله (الأصفهانی، ص60).

موضوع: 
نويسنده: