پنجشنبه: 30/فرو/1403 (الخميس: 9/شوال/1445)

الثانیة: حیثیة الصدق ومناط الحمل

لابدّ فی المفاهیم المفارقة الصادقة على الذات من وجود حیثیة الصدق ومناط صحّة حمل المفهوم علیها حتى یكون صدق مفهوم على ذاتٍ دون غیرها نتیجة لوجود تلك الحیثیة فیها دون غیرها، فمفهوم الضارب أو الشارب مثلاً لا یصدق على زید إلّا إذا كانت له خصوصیة یصدق علیه بملاحظة تلك الخصوصیة أنّه ضارب أو شارب، وهی: خصوصیة صدور الضرب عنه مثلاً، فلا یصدق علیه الضارب قبل وجود تلك الخصوصیة وإلّا فلو لم تلاحظ هذه الحیثیة فی حمل المفاهیم المفارقة على الذوات، فلازم ذلك الترجیح بلا مرجّح حین حملها على الذوات فی وقت دون الآخر، وحین حمل أحد المفاهیم على إحدى الذوات دون غیرها. فلو فرض عدم تحقّق هذا الملاك فی مورد، كما إذا لم یتلبس زید بالنصر مثلاً فی جمیع الأزمنة، لا یصدق علیه مفهوم الناصر، وإلّا یلزم من صدقه الترجیح بلا مرجّح، أو صدق کلّ عنوان على کلّ شیء.

موضوع: 
نويسنده: