شنبه: 1/ارد/1403 (السبت: 11/شوال/1445)

الأوّل: فی معنى الضدّ

إنّ الضدّ على اصطلاح أهل المعقول: کلّ أمر وجودیّ یمكن تعقلّه من غیر تعقّل مقابله. وذلك لأنّ کلّ أمر إذا لوحظ مع أمر آخر فإمّا أن یكونا متخالفین، أو متماثلین، أو متقابلین. والمتقابلان إمّا أن یكون أحدهما الوجود والآخر العدم الّذی لیس من شأنه الوجود، أو العدم الّذی من شأنه الوجود. وإمّا أن یكون کلّ منهما أمراً وجودیاً لم یمكن تعقّل أحدهما بدون الآخر، أو یمكن ذلك. فالمتناقضان: ما یكون أحدهما الوجود والآخر العدم الّذی لیس من شأنه الوجود. والعدم والملكة: ما یكون أحدهما الوجود والآخر العدم الّذی من شأنه الوجود. والمتلازمان: (وقد یعبر عنهما بالمتضائفین) ما لا یمكن تعقّل أحدهما بدون الآخر. والمتضادّان: ما یمكن تعقّل أحدهما بدون الآخر.

وأمّا فی اصطلاح الاُصولیین فیطلق الضدّ تارة: على الضدّ العامّ بمعنى الترك أو

 

أحد الأضداد الوجودیة لا بعینه. واُخرى: على کلّ أمر وجودیّ لا یمكن اجتماعه مع أمر وجودیّ آخر، ویسمّونه بالضدّ الخاصّ.

ومن هنا یظهر أنّ الضدّ فی اصطلاح الاُصولیین أعمّ من الضدّ المصطلح علیه عند أهل المعقول؛ لأنّه عند الاُصولیین یشمل کلّ ما یمكن تعقلّه بدون تعقّل مقابله، وما لم یمكن تعقّله كذلك فیشمل المتضائفین أیضاً.

موضوع: 
نويسنده: 
کليد واژه: