جمعه: 10/فرو/1403 (الجمعة: 19/رمضان/1445)

مقدّمیة أحد الضدّین للآخر

إنّ المستفاد من كلمات السابقین التزامهم بالمقدّمیة، كما هو الظاهر من جواب العضدی والحاجبی عن الدلیل الثانی؛ فإنّهما التزما فی الجواب بنفی وجوب المقدّمة مع اعترافهما بأصل المقدّمیة.([1])

ویستفاد هذا أیضاً منهم فی ردّهم شبهة الكعبی،([2]) حیث قال: إنّ كل فعل إمّا یكون مقدّمة للواجب فیجب، أو مقدّمة لترك الحرام فیجب أیضاً، لأنّ ترك الحرام واجب.

وأجابوا عنها: بأنّا لا نسلّم وجوب مقدّمة الواجب.([3]) ولكنّه قد ظهر ممّا حققناه عدم إمكان القول بالمقدّمیة، وأنّ كلماتهم فی المقام خالیة عن التحقیق.

 

 

([1]) شرح العضدی علی مختصر ابن الحاجب، ص201 202.

([2]) هو أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن محمود الکعبی البلخی الخراسانی، من بنی کعب: أحد أئمّة المعتزلة، کان رأس طائفة منهم تسمّی «الکعبیة»، وله آراء ومقالات فی الکلام انفرد بها، هو من أهل بلخ، أقام ببغداد مدّة طویلة وتوفّی ببلخ (317 319 ق.). الخطیب البغدادی،  تاریخ بغداد، ج9، ص 392؛ ابن خلّکان، وفیات الأعیان، ج 3، ص 45.

([3]) الحائری الیزدی، الحجّة فی الفقه، ص193.

موضوع: 
نويسنده: