جمعه: 31/فرو/1403 (الجمعة: 10/شوال/1445)

الفصل الثالث:
فی اقتضاء النهی للفساد

هل النهی عن الشیء یقتضی فساده أو لا؟

إعلم: أنّ الباحثین عن هذه المسألة من المتقدّمین قد أدّوا حقّها وأدركوا الجهة المبحوث عنها فیها، ومع كمال الاختصار بیّنوها فی كتبهم غایة التبیین. بخلاف أكثر المتأخّرین؛ فإنّهم وإن ذكروا فی المقام مطالب كثیرة إلّا أنّ أكثرها أجنبیّ عمّا یرجع إلیه روح البحث وجهة الاختلاف ومحلّ الفائدة، بل ربما لم یأت بعضهم بعد هذه التطویلات بما هو راجع إلى أصل المسألة ویبیّن الحقّ به فیها، وهذا من قبیل الاختلاف فی أنّ هذا البحث من مباحث علم الاُصول أو غیره من العلوم.([1]) ومن قبیل الاختلاف فی كون المسألة عقلیة.([2]) ومعنى الاقتضاء وغیرها.([3]) وربما صارت هذه الاختلافات حجاباً للواقع وسبباً لتبعید المسافة للمتعلّم. ونحن بعد إلغاء تمام هذه التطویلات ندخل فی البحث مبتدءاً بتعریف الصحّة والفساد بعون الله‏ تعالى:

 


([1]) الکلانتری الطهرانی، مطارح الأنظار، ص157؛ الخراسانی، کفایة الاُصول، ج1، ص283.

([2]) الکاظمی، فوائد الاُصول، ج2، ص455؛ العراقی، نهایة الأفکار، ج2، ص452.

([3]) الکاظمی، فوائد الاُصول، ج2، ص455؛ العراقی، نهایة الأفکار، ج2، ص452.

موضوع: 
نويسنده: