جمعه: 31/فرو/1403 (الجمعة: 10/شوال/1445)

وجهان آخران لعدم جواز التمسّك بالعامّ

الأوّل: ما أفاده بعض أساتذتنا+،([1]) وهو: أنّ التمسّك بعموم العامّ إنّما یجوز فیما إذا كان عدم التمسّك موجباً لمزید تخصیص فی العامّ، أمّا إذا لم یكن موجباً لذلك

 

فلا. وهذا كما فیما نحن فیه؛ لأنّ العامّ وهو قوله: «أكرم العلماء»، مخصّص بقوله: «لا تكرم الفسّاق منهم»، فلو شكّ فی فرد أنّه من الفسّاق أو لا؟ لا یستلزم عدم التمسّك بعموم أكرم العلماء تخصیصاً زائدا فیه، لأنّه خارج عن تحت العامّ لو كان من الفسّاق بنفس العنوان.([2])

الثانی: قال فی مطارح الأنظار (فی مبحث العموم والخصوص فی الهدایة الثانیة) تقریراً لما أفاده الشیخ+: إنّ منشأ الشكّ فی الشبهة الموضوعیة هو التردّد فی الاُمور الخارجیة الّتی لا مدخل لإرادة المتكلّم فیها بوجه، بل ذلك التردّد والاشتباه كثیراً ما یقع للمتكلّم أیضاً، بل قد یقطع المتکلّم بخلاف ما هو الواقع فى المصادیق أیضاً، فمن حاول رفع هذه الشبهة فلابدّ من رجوعه إلى ما هو المعد فی الواقع لإزالة هذه الشكوك والشبهات من إخبار وتجربة وإحساس ونحوها. وما یمكن رفعه بالرجوع إلى العامّ هو الشكّ فى مراد المتکلّم على وجه لو صرّح بمراده بعد الرجوع إلیه لم یقع الشكّ فیه. ففیما إذا شكّ فی أنّ زیداً عادل لو راجعنا المتکلّم أیضاً لا یرتفع الشكّ المذكور، من حیث هو متكلّم، فلا وجه لتحكیم العامّ فی مورد الشكّ... إلخ.([3])

هذا تمام كلامنا فیما إذا كان المخصِّص لفظیاً.

 


([1]) انظر الوجه أیضاً فی مطارح الأنظار (الأصفهانی، ص194)؛ تشریح الاُصول (النهاوندی، ص261).

([2]) أقول، لم نتحصّل تمام المراد ممّا أفاده السیّد الاُستاذ+. ویمکن أن یقال: لو کان الفرد المردّد فسقه فاسقاً واقعاً لا یصیر عدم التمسّك  بعموم العامّ موجباً لزیادة التخصیص بعد ما کان المخصّص عنواناً عامّاً خرج به جمیع الفسّاق عن تحت العامّ، ولکن إذا لم یکن الفرد المذکور فاسقاً یصیر عدم  التمسّك بعموم العامّ سبباً لخروجه عن تحت العامّ، فیجب التمسّك بعموم العامّ حتی لا یقع تخصیصاً زائداً فی العامّ.

اللّهمّ إلّا أن یقال: إنّ بناء العقلاء قد استقرّ فی تمسّکهم بالعموم علی ما إذا کانوا عالمین بأنّ ترك التمسّك به موجباً لمزید التخصیص دون ما إذا کان العامّ مخصّصاً بعنوان وشكّ فی فرد أنّه من مصادیقه أم لا، للشكّ فی کون الترك مؤدّیاً لذلك أم لا. وبعد ذلك المسألة تحتاج إلی مراجعة کلمات الأعلام. [منه دام ظلّه العالی].

([3]) الکلانتری الطهرانی، مطارح الأنظار، ص193.

موضوع: 
نويسنده: