بسمه تعالی

إلى المحضر المبارك للمرجع الدینی حضرة آیة الله العظمى الشیخ صافی الكلبایكانی دام ظلّه
بعد التّحیة والسلام:
لوحظ فی الآونة الأخیرة أن صلاة الجماعة تُفام فی بعض المساجد من أن یكون الإمام ملبّساً بالزی الدینی والناس یأتمون به، فهل یجوز هذا الفعل فی الإسلام؟ تفضلوا علینا بالإجابة.

بسم الله الرحمن الرحیم
وعلیكم السلام ورحمة الله
حكم أصل المسألة هو الجواز، وحتى اقتداء الملبّس والمجتهد به جائز، وشروط إمام الجماعة هی الإیمان والعدالة والذكورة إذا كانت الصلاة مختلطة بین الرجال والنساء.
أما صلاة الجماعة فی المساجد فقد أصبحت أمراً عظیماً ، بالنظر لما للصلاة خلف العالِم من ثواب أضعاف مضاعفة، وحتى السیرة تؤكد على أن أئمة الجماعة فی هذا المكان المقدس یبلِّغون الدین، والأحكام، ویبیّنون الحلال والحرام، ویرشدون الناس، ویأمرون بالمعروف وینهون عن المنكر، ویدفعون الشبهات، فلهذه الأماكن دورٌ حیویٌ من خلال إصلاح المجتمع وتقدم السیاسات الإسلامیة، والدعوة إلى الخیر، ففی هذا الزمان یروّج منتحلو الفكر "لسوء نیتهم" لفكرة أن العلماء یشكلون سدّاً فی وجه التطور، كما یحضّون على ألا یكون إمام الجماعة ملبساً باللباس الدینی، لذا یجب المحافظة على سیرة السلف الصالح فی إحیاء صلاة الجماعة بإمامة المتزیّنین بالزی الدینی، ولا یجب أن نترك المنحرفین فكریّاً یوجدوا خرقاً فی هذه السنن، إلا أن من المتفق علیه إذا كان الملبّس معذوراً عن الحضور فإن الاقتداء بغیر الملبّس صحیحٌ ولا إشكال فیه. والله العالم.