جمعه: 1403/01/31
نسخة للطباعةSend by email
عظمة سيد الاحرار الامام الحسين عليه السلام
(بقلم سماحة المرجع الديني الاعلی آية الله العظمی الشيخ لطف الله الصافی الكلبايكانی مدظله الوارف)

 

عظمة سید الاحرار الامام الحسین علیه السلام

بقلم سماحة المرجع الدینی الاعلی آیة الله العظمی الشیخ لطف الله الصافی الكلبایكانی مدظله الوارف

 

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحیم

العظمة  الإنسانیة و مثالها الأكمل و الأمثل

 

لیس على اللّه بمستنكر               أن یجمع العالم فی واحد

   أی و بحقه لیس ذلك منه تعالى بمستنكر، فهو الذی جمع العظمة و البطولة و المآثر و المفاخر الخالدة، و جمع الجلالة كلّها فی الحسین علیه ‌السلام؛ حسین الحیاة و حسین العزة و الشهادة و حسین الإسلام، حسین القرآن و حسین الإیمان، حسین الغیرة و الشجاعة، حسین الحریة و الكرامة، والصبر و الإستقامة؛ شهید الشرف و الإباء و إحقاق الحق، و نصرة الدین، و شهید التضحیة و الجهاد فی سبیل اللّه و إعلاء كلمته و إنقاذ الناس من عبادة الطواغیت و المستكبرین.

      فقد بذل‌علیه السلام مهجته و أولاده الأعزاء و إخوته الكرام و صحبه العظام؛ رجالات الدین و أبطال الإیمان و شهداء الفضیلة والكرامة الإنسانیة، حتى إستنقذ المسلمین من الجهالة و من السقوط فی درك الشقاء و الشرك و الكفر و حیرة الضلالة.

     فصلوات اللّه و سلامه علیه و على أولاده و أهل بیته و أصحابه. فالحسین و أصحابه هم الذین قاموا بنصرة الإسلام و القرآن حینما كانا یستغیثان و یستنصران فلبّوا إستنصارهما حینما لم یلبّهما غیرهم؛ إمّا طمعاً بالجوائز و الصِّلات و المناصب أو خوفاً من جلاوزة  بَنی أمیة. فالحسین لو لاه ما كنّا.

 فالحسین هو الذی قام و لبّى و نادى و صاح و مخاطباً للدین: أنا لك و أنا للقرآن و أنا للمسلمین و المستضعفین، أنا الذی أدافع عن كیان التوحید، أنا و أولادی و أهل بیتی و أصحابی المخلصین نذبّ عن الدین و ندافع عن دعوة سیّد المرسلین و ننقذ القرآن من أیدی الظالمین مسترخصین كل نفس و نفیس و لسان حال كل واحد منهم:

لبسوا القلوب على الدروع فاقبلوا                        یتهافتون على ذهاب الانفس

الله اكبر، اللّه اكبر. ثار الحسین علیه‌السلام، قام فی هذا الوجود صارخاً مدافعاً عن الاسلام. قام فی هذا الوجود مندداً بالطغیان: فلا معاویة و لا یزید و لاغیرهما من الطواغیت؛ و لاإستعباد و لا إستكبار و هو یقول: إنی لا أرى الموت فی سبیل اللّه إلّا شهادة و الحیاة مع الظالمین إلّا برماً ، و هیهات منّا الذلة. یأبى اللّه ذلك لنا و المؤمنون و حجور طابت و طهرت و أنوف حمیة و نفوس ابیة من أن نؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام و لسان حاله:

إن كان دین محمد لم یستقم       إلّا بقتلی یا سیوف خذینی

و نداؤه هذا سیظلّ فی البشریة إلى یوم القیامة، و یهیب بالانسانیة و یدعوها إلى القیم الخالدة و إلى الغیرة و العزّة، و سیبقى یوم عاشوراء فی كل عام المدرسة الإنسانیة الكبرى و المكتب الأمثل الأوّل و الحسین علیه السلام یتلو على الناس آیات القراءة: تَعَالَوا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَیْنَنَا وَ بَیْنَكُمْ.[1]

 و یتلو أیضاً: لَا تَجِدُ قَوْماً یُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَ الْیَوْمِ الْآخِرِ یُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ .[2]

و یتلو أیضاً: إِنَّ اللَّهَ یَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَ الْإِحْسَانِ وَ إِیتَاءِ ذِی الْقُرْبَى وَ یَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَ الْمُنْكَرِ وَ الْبَغْیِ.[3]

و یقرأ على الناس قوله تعالى: وَ لْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ یَدْعُونَ إِلَى الْخَیْرِ.[4]

 و یتلو: قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَ بَنَاتِكَ وَ نِسَاءِ الْمُؤْمِنِینَ یُدْنِینَ عَلَیْهِنَّ مِنْ جَلاَبِیبِهِنَّ.[5]

نعم، إنّ یوم عاشوراء یوم القرآن، و یوم العدل و التوحید و یوم الدعوة إلى الحق و الدین الحنیف كما أنه یوم خذلان الظالمین و عزّة المؤمنین.

 فسلام اللّه علیك یا أباعبداللّه و على أولادك و إخوتك و على أصحابك المستشهدین معك و على أنصارك من بعدك الذین یحیون ذكرك و یقیمون مآتمك و على كل الباذلین و القائمین و المشاركین بالشعائر الحسینیة.

رزقنا اللّه و إیاهم شفاعة الحسین و إدراك ثأره فی یوم اللّه الأكبر یوم ظهور مولانا الإمام المنتظر و العدل المشتهر الحجة‌ بن الحسن العسكری عجل اللّه تعالى فرجه الشریف و آخر دعوانا أن الحمدللّه رب العالمین

 

 

[1]. آل عمران،64.

[2]. المجادلة،22.

[3]. النحل،91-90.

[4]. آل عمران،105-104.

[5]. الأحزاب،59.

 

الثلاثاء / 20 أكتوبر / 2015