سه شنبه: 1403/01/28
نسخة للطباعةSend by email
شهر محرم شهر حزن اهل البيت (عليهم السلام) وشيعتهم
شهر محرم شهر حزن اهل البيت (عليهم السلام) وشيعتهم

شهر محرم شهر حزن اهل البیت (علیهم السلام) وشیعتهم :
لقد دأب شیعة أهل البیت علیهم ومنذ إستشهاد الامام الحسین بن علی علیهما السلام وإلى یومنا هذا، كلما دخل شهر محرم الحرام على إقامة مآتم العزاء و إشاعة مظاهر الحزن، و عقد مجالس العزاء الحسینی المتنوعة. و ذلك تأسیا بسیرة أئمتهم المعصومین علیهم السلام
فعن الامام الرضا (علیه السلام) قال: كان أبی صلوات الله علیه إذا دخل شهر المحرم لم یُر ضاحكا وكانت كآبته تغلب علیه حتى یمضی منه عشرة أیام، فإذا كان الیوم العاشر كان ذلك الیوم یوم مصیبته وحزنه وبكائه ویقول: هذا الیوم الذی قتل فیه الحسین(علیه السلام).

كما أن الأئمة علیهم السلام كانوا یقیمون هذه المجالس الشریفة و یشجعون موالیهم على إقامتها، و إلیك نماذج على ذلك:

1ـ إنّ أوّل مجلس نصبه الإمام زین العابدین(علیه السلام) كان فی الشام، عندما خطب فی ذلك الحشد، وأخذ ینعى أبیه ویعدّد صفاته ویبیّن مظلومیّته، والناس من حوله تبكی، فهذا أوّل مجلس عزاء أقامه الإمام زین العابدین(علیه السلام) فی الجامع الأُموی.

2ـ  ما كان یفعله الإمام زین العابدین(علیه السلام) عند مروره بالقصّابین، وتذكیرهم بمصاب الإمام الحسین(علیه السلام)، وأخذه البكاء أمامهم، فإنّ هذا عزاء لأبیه الحسین(علیه السلام) فی الملأ العام، ولیس فقط تذكیر لهم.

3ـ روى العلاّمة المجلسی بسنده عن دعبل الخزاعی، قال: دخلت على سیّدی ومولای علی بن موسى الرضا(علیه السلام) فی مثل هذه الأیّام ]یعنی محرّم[ فرأیته جالساً جلسة الحزین الكئیب، وأصحابه من حوله، فلمّا رآنی مقبلاً قال لی: (مرحباً بك یا دعبل، مرحباً بناصرنا بیده ولسانه).
ثمّ إنّه وسّع لی فی مجلسه، وأجلسنی إلى جانبه، ثمّ قال لی: (یا دعبل! أحبّ أن تنشدنی شعراً، فإنّ هذه الأیّام أیّام حزن كانت علینا أهل البیت، وأیّام سرور كانت على أعدائنا، خصوصاً بنی أُمیّة.
یا دعبل! من بكى وأبكى على مصابنا ولو واحداً كان أجره على الله.. یا دعبل! من ذرفت عیناه على مصابنا وبكى لِما أصابنا من أعدائنا حشره الله معنا فی زمرتنا.. یا دعبل! من بكى على مصاب جدّی الحسین غفر الله له ذنوبه البتة).
ثمّ إنّه(علیه السلام) نهض وضرب ستراً بیننا وبین حرمه، وأجلس أهل بیته من وراء الستر لیبكوا على مصاب جدّهم الحسین(علیه السلام)، ثمّ التفت إلیّ وقال لی: (یا دعبل! إرثِ الحسین، فأنت ناصرنا ومادحنا ما دمت حیّاً، فلا تقصّر عن نصرتنا ما استطعت.
قال دعبل: فاستعبرت وسالت عبرتی، وأنشأت أقول:

أفاطم لو خلت الحسین مجدّلاً ***** وقد مات عطشاناً بشطّ فُراتِ
إذاً للطمت الخدّ فاطم عنده ***** وأجریت دمع العین فی الوجنات..

فهنا الإمام(علیه السلام) عقد مجلساً لذكر جدّه الإمام الحسین(علیه السلام)، وأمر بضرب الحجاب حتّى یسمع أهل بیته.

4ـ روى العلاّمة المجلسی عن بعض المؤلّفات لأحد ثقاة معاصریه، أنّه لمّا أخبر النبیّ(صلّى الله علیه وآله وسلّم) ابنته فاطمة بقتل ولدها الحسین، وما یجری علیه من المحن، بكت فاطمة بكاءً شدیداً، وقالت: یا أبتِ! متى یكون ذلك؟ قال: (فی زمان خالٍ منّی ومنك ومن علیّ)، فاشتدّ بكاؤها، وقالت: یا أبتِ! فمن یبكی علیه؟ ومن یلتزم بإقامة العزاء له؟
فقال النبیّ: (یا فاطمة! إنّ نساء أُمّتی یبكون على نساء أهل بیتی، ورجالهم یبكون على رجال أهل بیتی، ویجدّدون العزاء جیلاً بعد جیل فی كلّ سنة، فإذا كان القیامة، تشفعین أنت للنساء، وأنا أشفع للرجال، وكلّ من بكى منهم على مصاب الحسین أخذنا بیده، وأدخلناه الجنّة.

5ـ  روى الشیخ الصدوق بسنده عن الإمام الرضا(علیه السلام)، أنّه قال: (إنّ المحرّم شهر كان أهل الجاهلیة یحرّمون فیه القتال، فاستُحلّت فیه دماؤنا، وهُتكت فیه حرمتنا، وسُبی فیه ذرارینا ونساؤنا، وأضرمت النیران فی مضاربنا...

 

 

من وصایا المرجع الدینی الكبیر الصافی الگلبایکانی دام ظله حول مناسبة محرم الحرام:

أقیموا مجالس العزاء الحسینی كالسنوات السابقة، بل بمزید من الهمة والعزم، و بوتیرة متصاعدة..

إن مسؤولیة المبلّغین و علماء الدین والحوزات العلمیة مسؤولیة كبیرة و خطیرة تجاه قضیة ترویج النهضة الحسینیة ومكارم الأخلاق بین الناس..

إن إحیاء شریعة الأمر بالمعروف و النهی عن المنكر هو السبیل الوحید للنهوض بالمجتمع و رفع نواقصه وموانع رقیّه المادی و المعنوی.

 

الأربعاء / 3 أكتوبر / 2018