چهارشنبه: 1403/01/29
نسخة للطباعةSend by email
رسالة المرجع الديني الكبير اية الله العظمى الصافي دام ظله لمؤتمر العلامة الحلي
رسالة المرجع الديني لمؤتمر العلامة الحلي

 

بسم الله الرحمن الرحیم قال الله الحکیم فی کتابه الکریم: «یَرْفَعِ الله الَّذِینَ آمَنُوا مِنکُمْ وَالَّذِینَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ» و قال الإمام جعفر الصادق علیه السلام: «الرَّاوِیةُ لِحَدیثِنا یَشُدُّ بِه قُلُوبَ شِیعَتِنا أفضَلُ مِن ألف عَابد» السلام علیكم و رحمة الله و برکاته

 

أشكر الأخوة المسؤولین فی العتبة الحسینیة المقدسة ومركز العلامة الحلی قدس سره والمراكز والمؤسسات الاخرى المساهمة فی اقامة هذا المؤتمر العظیم، و اتقدم باعتزازی واحترامی لجمیع الاخوة الحضور من الشخصیات العلمیة  الذین زینوا بحضورهم هذا المحفل المبارك؛ الا وهو مؤتمر تكریم وتجلیل شخصیة ولائیة كبرى من مفاخر مدرسة التشیع ومشاهیر المحدثین وحاملی علوم القران والعترة.

 

ان تقدیر النخب الانسانیة واحیاء سیرتهم والتأسی والاقتداء بهم لسیرة و منهج قرانی . فلا یحسن اطلاقا نسیان قادة الدین والهدایة والارشاد وخادمی البشریة، ولا ینبغی نسیان اثارهم واسماءهم.  ینبغی التزود على الدوام من هدیهم ودروسهم والتربیة فی ضوء عطائهم الثر الغنی.

 

ان العلامة والشیخ الكبیر الحلی أعلى الله مقامه الشریف أحد أكبر عظماء مدرسة العلم والهدایة والارشاد العالمیة وهو بحق من مفاخر الشیعة واتباع الائمة الطاهرین صلوات الله علیهم أجمعین ومظهر مصداق الاخلاق الاسلامیة.

 

العلامة الحلی من اكبر نوابغ الفكر البشری. و لا نظیر له فی الجمع بین المعقول والمنقول من العلوم. ان تذكرة الفقهاء ومنتهى المطلب و كشف المقال فی معرفة الرجال و كشف المراد ونهج الحق والدر  النضید و منهاج الكرامة وایضاح المقاصد والكتب الأخرى التی نقل عن الطریحی قوله: أنه رأى خمسمئة مجلدا منها بخط العلامة نفسه كل هذه الكتب رشحات من الفكر النورانی المطهر لهذا العالم الكبیر  ومفخرة الشیعة. بل ان كتاب الالفین وحده لمفخرة عظمى للشیعة ومرجعا كبیرا فی بابه حیث اشتمل على اكثر من ألف دلیل على امامة أمیر المؤمنین علیه السلام وألف دلیل تام ووافی فی رد الشبهات. من جانب اخر، أسس فی القرن الثامن الهجری المدرسة المتنقلة أو المعهد التعلیمی السیار السلطانی بأمر من الجالیتو وكانت هذه المدرسة تسیر مع جیش السلطان محمد خدابنده حیث تتشكل حلقات الدروس تحت ظل الخیمات وكان ممن یدرس فیها الاساتذة الكبار أمثال نور الدین التستری وعضد الدین الایجی وسید برهان الدین العبدی و

 

برئاسة العلامة الحلی ره. أجل یحق القول أن العلامة الحلی من معجزات مدرسة أهل البیت علیهم السلام الكبرى. فی الختام أكتفی بنقل ما قاله احد العلماء فی وصف عظمة المقام العلمی للعلامة الحلی ره ، اذ یقول: صدقا لم یأت بعد الائمة المعصومین علیهم السلام عالم بین الشیعة بعظمته بل بین جمیع المسلمین لا نجد له نظیرا؛ ففی الفقه یقارن الشیخ الطوسی والسید المرتضى، و فی الحكمة یقارن بالخواجه نصیر الدین الطوسی، وفی الریاضیات یضاهی ابو ریحان البیرونی، و هو قرین أرسطو فی التحقیق والتنبه التقلی و قرین أكبر عباقرة الفن فی كل فن. أجل لا شك ولاریب هو أكبر علماء المسلمین شیعة وسنة. فهو وان برز فی علم الفقه الا أنه تربع على عرش سائر العلوم ایضا بما لا یقل عن علم الفقه. انه بحق احد مفاخر العرب. وشرف للأمة الاسلامیة. اننی أرى تأسیس هذا المؤتمر من الأمور الضروریة الواجبة والمثمرة جدا. لذا أشكر وأثمن جمیع المساعی الجمیلة التی تضافرت لتأسیسه واقامته على خیر صورة. واخص بشكری الهیئة التنظیمیة و العلماء الاعلام. والسلام علیكم ورحمة الله وبركاته.

 

اول جمادی الثانیة 1440ق لطف الله الصافی.

الاثنين / 18 فبراير / 2019