پنجشنبه: 1403/01/9
نسخة للطباعةSend by email
بيان مرجع الشيعة الديني سماحة آیة الله العظمی الصافي الگلپایگاني دامت برکاته الى مؤتمر تكريم العلماء الأعلام في مدرسة لكهنو الفقهية الكلامية بمحوریة العلّامة السید دلدار علی غفران مآب ره/الهند -1440 هـ.ق
بيان مرجع الشيعة الديني الى مؤتمر تكريم العلماء في مدرسة لكهنو

بسم الله الرحمن الرحیم

قال الإمام علی النقی الهادی علیه‌ السلام:

»لَولا مَن یَبقی بَعد غیبةِ قائِمنا عَلیه‌‌ السلام مِن العُلَماء الدَّاعینَ إلیهِ وَ الدَّالِّین عَلیه وَ الذَّابِّین عَن دِینه ... لَما بَقِی أحدٌ إلّا ارتدّ عَن دینِ الله«

السلام علیکم و رحمة الله

أقدم وافر حبی واحترامی بمحضر العلماء الأعلام من النخب والمفكرین ، وخصوصا علماء وفضلاء الهند المجتمعین فی هذا المحفل القیم البناء.

وأتقدم ایضا بالشكر والتقدیر للأخوة القائمین على تنظیم هذا المؤتمر الولائی الایمانی الذی یدلل على الهویة الحقیقیة والأصیلة للحوزات العلمیة للشیعة.

یقول الامام الهادی ‌علیه الصلاة والسلام :  »لولا من یبقى بعد غیبة قائمنا الامام ، من العلماء الداعین الیه ،  والدالین علیه ، و الذَّابِّین عن دینه بحجج الله ، والمنقذین لضعفاء عباد الله من شباك ابلیس ومردته ، ومن فخاخ النواصب لما بقی احد الا ارتد.. .. « 

یعنی:

أن بقاء الدین وبقاء الایمان والاسلام بین الناس انما هو رهن بوجود أمثال هؤلاء العلماء.

لا یوجد وصف أبلغ وأسمى من هذا الوصف ؛ الدفاع عن الدین المبین ، ومحاربة البدع والمبتدعین ، الأمر بالمعروف والنهی عن المنكر ورعایة الضعفاء ، والدفاع عن المظلومین .. انها الصفات التی على كل عالم وفقیه التحلی بها ، انها الصفات الواجب أن تتجلى فی شخصیة كل عالم وفقیه ، وزعیم دینی.

لقد دأب أعداء التشیع فی زمن الغیبة الكبرى الطویلة لبقیة الله الأعظم أرواح العالمین له الفداء على تأسیس الفرق الضالة ؛ كإحدى خططهم الماكرة للكید لتحقیق أهدافهم الشریرة ، ولم یتصد لها سوى العلماء المجاهدون الشیعة الواعون ذوی البصیرة والحكمة ، حیث كانوا تجاهها كسد محكم ؛ عن طریق تألیف الكتب ونشر معارف أهل البیت علیهم السلام الحقة وتولی مسؤولیة هدایة الناس ، و توعیتهم وارشادهم وانقاذهم من الضلال و الغوایة ..

 جزاهم الله عن الاسلام و أهله خیر الجزاء.

الهند ومنذ القدم مهد لتربیة العلماء العاملین ، و حضورهم الفعال كعلماء نوابغ و موالون ، حفلت بهم الحوزات و دور العلم فی مدن كبیرة مثل: لكهنو، حیدر آباد، فیض آباد، بنارس، دهلى، جانپور، الله آباد، بمبئى و كلكته.

كانوا مصدرا للخیر والبركة العمیمة.

ومن الأسر المهمة فی الهند: أسرة غفران مآب ، الأسرة التی لا زالت تنجب العلماء الأعلام ، خلفا عن سلف ، و ینتهل منهم الشیعة فی الهند ، وینتفعون من اثارهم العلمیة ومأثرهم المعنویة.

. من علماء هذه الأسرة المجاهدون الراسخون مؤسس مدرسة لكهنو الفقهیة الكلامیة ، المرحوم العلامة السید دلدار علی غفران مآب ،  الذی كان من ذریة الامام علی الهادی علیه السلام بحق ، ومن مصادیق الروایة الشریفة المتقدم ذكرها، المنقولة عن جده.

فلقد كان یدعو الناس الى الحق الى دین الله ، وهدی شریعة سید المرسلین صلی الله علیه و آله ، ومعارف أهل البیت علیهم ‌السلام، وكان یحارب البدع والضلال ، وقد كتب فی رد الفرق الضالة. وكان من آثار جهاده الفكری تقویة ایمان الشیعة فی الهند ، وتطور الشیعة هناك تطورا لافتا للنظر.

و قد تخرج من مدرسته تلامیذ أصبحوا علماء كبار من أمثال المرحوم العلامة السید میر حامد حسین قدّس سرّه ، صاحب الموسوعة  العظیمة: «عبقات  الأنوار» ، ومن مفاخر العالم الاسلامی و تألیفاته القیمة وتلامذته ، فی مختلف العلوم الاسلامیة . تلك الموسوعة التی تعد مصدرا ومرجعا علمیا للمحققین والباحثین.

أجل، على الشیعة فی الهند وهم أهل الولایة والأصالة والهویة الاسلامیة الصادقة ، أن یثمنوا ما هم فیه من نعمة وجود أولئك العلماء بحفظ ونشر اثارهم و مطالعة تراثهم وكتبهم.

تغمد الله تعالى ذلك العالم الربانی الكبیر بالرحمة و علو الدرجات ، مع أولاده البررة ، الأنجم اللامعة فی سماء العلم والمعرفة ، والجهاد و الزعامة ، و أن یعیننا على تحمل مسؤولیة حفظ تراثهم ، و التمسك بمآثرهم ، و مفاخرهم الكبیرة والثمینة ، و الذود عن هذه الأمانة ؛ ألا وهی التشیع العزیز ، ونشر ذخائرهم العلمیة العظیمة ، و أن نؤدی حقوق هؤلاء العلماء الأفذاذ.

و فی الختام ، أقدم فائق شكری و تقدیری للأخوة القائمین على تنظیم هذا المؤتمر المبارك ؛ مؤتمر تكریم العلم والفقاهة ، محل رضا المام صاحب العصر والزمان عجل الله تعالى فرجه الشریف . و السلام علیكم و رحمة الله و بركاته .

لطف الله الصافی

جمادی الثانیة 1440 هـ.ق

 

الثلاثاء / 12 مارس / 2019