شنبه: 1403/02/1
نسخة للطباعةSend by email
نزاهة القرآن من التحريف

 

س. یرى الشیعة أن ثمة آیات قرآنیة قد حذفت، وآیات أخر قد بدّلها أبو بكر وعمر؛ یروی الشیعة عن أبی جعفر أنه سئل: لماذا سمّی علی أمیر المؤمنین؟ فقال: الله تعالى هو من لقّبه بهذا اللّقب، وقد قال فی كتابه: « وإذ أخذ ربّك من بنی آدم مِن ظهورهم ذریّتهم وأشهدهم على أنفسهم ألستُ بربّكم و أنّ محمداً رسولی وأنّ علیاً أمیر المؤمنین» .

السؤال هو أولاً: إن كان أبو بكر وعمر قد حرّفا هذه الآیات فلماذا لم یبیّن ذلك علیٌ أیّام خلافته؟ وثانیاً: الله تعالى یقول: ﴿إنّا نحن نزّلنا الذكر وإنّا له لحافظون﴾ فهل معنى ذلك ان نقول بتحریف القرآن كما تقول الشیعة؟

 

 

ج. إنّ الشیعة لتنكر وبشدّة وقوع التحریف فی القرآن الكریم، حتّى فی آیة واحدة منه، و تقیم الأدلة القاطعة على نزاهة القرآن من التّحریف.

هذه المسألة من أهمّ المسائل الإسلامیة ومن أساسیات مبادئ كل مسلم؛ لا ینبغی الإیحاء لأعداء المسلمین بوجود مثل هذه الشبهة حول القرآن الكریم وإثارة التّساؤل لدیهم حول إعتباره و صدوره، وإتّهام طائفة من طوائف المسلمین بهذه التّهمة الكاذبة، لا لهدف سوى العداء الطائفی، ولا یصحّ تتبّع العثرات أو البحث الجاهل عن خبر ضعیف هنا أو هناك حول هذا الموضوع نتّهم به السنة أو الشیعة. لیمنّ الله تعالى علیكم بشیء من العقل والإدراك لتذعنوا بأنكم إنّما تهاجمون أساس الإسلام بهذه الإفتراءآت.

الحق أنّكم أنتم من یقول بتحریف القرآن! أنتم و علماؤكم من إفترى علینا أنّنا كنّا فی عهد النبی صلّى الله علیه وآله نقرأ سورة بحجم سورة براءة، ولا نحفظ منها سوى آیة واحدة، ما هذا الكلام الواهی؟! عن أیّ سورة تتحدّثون أنّ النّاس كانوا یتلونها زمان النّبیّ صلّى الله علیه وآله؟

أنا لا أدری ما الذی یدفعكم لإثارة مثل هذه التساؤلات الركیكة _ التی تنال من أصول الإسلام _ وتثیر الشبهة والتساؤل حول مصداقیّة القرآن الكریم و نزاهته من التحریف، لماذا كل هذا الإصرار فی إتّهام الشیعة _ ولو فرد واحد منهم _ بتهمة القول بتحریف القرآن، والتّغافل عن كلّ علماءهم الكبار [المؤمنین بنزاهة القرآن من التّحریف] وإعطاء الذّریعة لتكالب الأعداء على المسلمین؟ لماذا لا تطرحون أصل المسألة مورد الإختلاف بین السّنة والشیعة؟ التی لا شكّ فی خروجكم مدانین خاسرین لو تجرأتم على طرحها لدى أیّة محكمة علمیّة موضوعیّة، أو هیئة أبحاث متخصّصة.

 

 

 

الثلاثاء / 12 مارس / 2019