وجوب التمسك بأهل البيت عليهم السلام
وجوب التمسك بأهل البيت عليهم السلام/ق 2
القسم الثاني: سائر الأحاديث الدالة على وجوب التمسك بأهل البيت عليهم السلام
من تدبر فی آحادیث الثقلین و السفینة و الأمان یظهر له أن سبیل النجاة للجمیع منحصر فی التمسك بأهل البیت، إلیك طوائف أخرى من الأحادیث الدالة على ذلك:
(فالأوّل) من هذه النصوص المرشدة إلى صحة الإحتجاج بفتاواهم و الإقتداء بهم، ما أخرج الحافظ ابونعیم بسنده عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله علیه و اله: من سرّه أن یحیى حیاتی و یمت مماتی و یسكن جنة عدن غرسها ربی، فلیوال علیّاً من بعدی ولیوال ولیه ولیقتد بالأئمّة من بعدی، فإنّهم عترتی خلقوا من طینتی، رزقوا فهماً و علماً، و ویل للمكذبین بفضلهم من أمتی القاطعین فیهم صلتی، لا أنالهم الله شفاعتی .
و أورده المتقی عن الطبرانی فی الكبیر، و الرافعی فی مسنده مع اختلاف فی بعض ألفاظه ، و كذلك أخرجه الحموینی ، و أخرجه السیوطی فی جمع الجوامع و ابن أبی الحدید . و أخرج نحوه احمد فی مسنده و فی مناقب علیّ علیه السلام ، و أخرجه الكنجی الشافعی مسنداً عن ابن عباس ، و ابن شهر آشوب عن أبی نعیم بطرق متعددة نعن زید بن أرقم و ابن عباس ، و أخرجه ایضاً ابو نعیم فی (منقبة المطهرین)، الرافعی فی (التدوین) الدهلوی فی (تحقیق الإشارة) و غیرهم .
(الثانی) اخرج المتقی عن زیاد بن مطرف قال: سمعت رسول الله صلى الله علیه و آله یقول: من احب ان یحیى حیاتی و یموت میتتی و یدخل الجنة التی و عدنی ربی قضاباً من قضبانها غرسها بیده و هی جنة الخلد، فلیتول علیاً و ذریته من بعده، فانهم لن یخرجوكم من باب هدی و لن یدخلوكم باب ضلالة.
أخرجه عن مطیرو الباوردی و ابن شاهین و ابن منده بأسانیدهم عن زیاد بن مطرف ، و ساق السند هكذا: حدثنی زكریا بن یحیى بن ابان المصری، قال ثنا احمد بن اشكاب، قال ثنا یحیى بن یعلی المحاربی، عن عمار بن زریق الضبی، عن أبی اسحاق الهمدانی، عن زیاد بن مطرف.
و أورده ابن حجر العسقلانی فی ترجمة زیاد بن مطرف قال: و أخرجوا من طریق ابن اسحاق عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله علیه و آله یقول: من أحب ان یحیى حیاتی و یموت میتتی و یدخل الجنة فلیتول علیاً و ذریته من بعده. قال ابن مندة: لا یصح، قلت: فی اسناده یحیى بن یعلی المحاربی و هو واه .
أقول: یحیى بن یعلی المحاربی من شیوخ البخاری، روى عنه و روى الباقون سوى الترمذی له بواسطة أبی كریب و محمّد بن أبی بكر بن أبی شیبة و محمّد بن عبدالله بن نمیر غیرهم، و ذكره ابن حبان فی الثقات، مات سنة 216 .
و قال ابن أبی حاتم: روی عنه أبی و ابو زرعة و محمّد بن مسلم و الناس، ناعبد الرحمن قال: سألت أبی عنه فقال هو ثقة .
فالحكم بعدم صحة الحدیث من غیر علة فیه لیس إلّا لما اعتادوا من رد الأحادیث الواردة فی فضل أهل بیت النبوة، فمالوا بالناس عن طریقهم السوی و الصراط المستقیم.
و أخرج الطبرانی و أبونعیم فی فضائل الصحابة: من أحب أن یحیى حیاتی و یموت موتی و یسكن جنة الخلد التی وعدنی ربی فإنّ ربی وجل عن غرس قضبانها بیده فلیقول علیّ بن أبی طالب فإنّه لن یخرجكم من هدى ولن یدخلكم ضلالة .
(الثالث) أخرج الخوارزمی بسنده عن سیدنا أبی عبدالله الحسین السبط علیه السلام قال: سمعت جدی رسول الله صلى الله علیه و آله یقول: من أحب ان یحیى حیاتی و یموت میتتی (مماتی خ ل) و یدخل الجنّة التی وعدنی ربی فلیتول علیّ بن أبی طالب و ذریته و أهل بیته الطاهرین أئمة الهدی و مصابیح الدجی من بعدهم، فانهم لن یخرجوكم من باب الهدی إلی باب الضلالة . و أخرج عن الباقر محمّد بن علیّ بن الحسین عن أبیه عن جده الحسین علیهم السلام نحوه ، و أخرجه ابن شهر آشوب عن أبی المؤید المكی .
(الرابع) أخرج ابن سعد عنه صلى الله علیه و آله: أنا و أهل بیتی شجرة فی الجنة و أغصانها فی الدنیا، فمن شاء اتخذ إلی ربه سبیلا . و أورد المحب الطبری لابی سعید فی شرف النبوة إلّا انه قال «فمن تمسك بنا أتخذ» الحدیث ، و أورد القندوزی عن شرف النبوة عن عبدالعزیز ، و أخره الحضرمی عن أبی سعید .
(الخامس) أخرج الملا عن عمر: ان النبیّ صلى الله علیه و آله قال: فی كلّ خلوف من أمتی عدول من أهل بیتی، ینفون عن هذا الدین تحریف الغالین و انتحال المبطلین و تأویل الجاهلین، ألاوان ائمتكم وفدكم إلی الله عزوجل فانظروا بمن توفدون . و أخرجه ابن حجر إلّا أنه قال: «فی كلّ خلف» و قال: «تحریف الضالین» و قال :«و انظروا من توفدون» ، و أخرجه الحضرمی ، و القندوزی .
و أخرج علیّ بن محمّد بن عبدالله العباسی العلوی بسنده عن جعفر بن محمّد عن أبیه عن النبیّ صلى الله علیه و آله قال: فی أهل بیتی عدول ینفون عن الدین تحریف الغالین و تأویل الجاهلین و انتحال المبطلین، ألاوان ائمتكم وفدكم إلی الله تعالی فانظروا من تقدمون فی دینكم و صلاتكم .
(السادس) أخرج الصبان عن أبی ذر: اجعلوا أهل بیتی منكم مكان الرأس من الجسد و مكان العینین من الرأس، و لایهتدی الرأس إلّا بالعینین .
و أخرجه الشریف الحضرمی ، و النبهانی ، و حكی اخراجه عن جماعة من اصحاب السنن بالاسناد إلی أبی ذر مرفوعاً.
و أخرج ابوالقاسم علیّ بن محمد الخزاز القمی فی كتابه القیم «كفایة الأثرفی النصوص علی الأئمّة الإثنی عشر» مسنداً عن واثلة قال: قال رسول الله صلى الله علیه و آله: أنزلوا أهل بیتی بمنزلة الرأس من الجسد و بمنزلة العینین من الرأس، و الرأس لا یهتدی بالعینین، اقتدوا بهم من بعدی لن تضلوا. فسألنا عن الأئمّة فقال: الأئمّة بعدی من عترتی- أو قال: أهل بیتی عدد نقباء بنی اسرائیل .
و أخرج الحافظ ابونعیم بسنده عن علیم بن سلمان قال: أنزلوا آل محمّد بمنزلة الرأس من الجسد و بمنزلة العین من الرأس، فان الجسد لایهتدی إلّا بالرأس، و ان الرأس لایهتدی إلّا بالعینین ، و أخرجه ابن حجر عن الطبرانی عن سلمان إلّا أن قال: «و بمنزلة العینین» .
(السابع) أخرج السمهودی فی جواهر العقدین عن ربیبة السعدی حدیثاً طویلا عن حذیقة فی فضل الحسین علیه السلام إلی أن قال: أیّها الناس انه لم یعط أحد من ذریة الأنبیاء الماضین ما أعطی الحسین بن علیّ خلا یوسف بن یعقوب بن ابراهیم، أیّها الناس ان الفضل و الشرف و المنزلة و الولایة لرسول الله و ذریته، فلا تذهبن بكم الأباطیل . و أخرجه الحافظ جمال الدین محمد ابن یوسف الزرندی الحنفی عن صاحب كتاب «السنة» ، و أخرج ذیل الحدیث الحضرمی ، و القندوزی ، و ابن حجر .
(الثامن) أخرج الحموینی بسنده عن أصبغ بن نباتة عن علیّ علیه السلام فی قوله تعالى: ﴿ان الذین لایؤمنون بالآخرة عن الصراط لناكبون ﴾؛ قال: الصراط و لایتنا أهل البیت، و أخرج الثعلبی فی تفسیر الفاتحة من تفسیره الكبیر عن أبی بریدة أو أبی یزید- كما أخرج ابن البطریق عن الثعلبی-: ان الصراط المستقیم هو صراط محمّد و آله. و عن تفسیر وكیع بن جراح عن سفیان الثوری عن السدی عن أسباط و مجاهد عن ابن عباس فی قوله: إهدنا الصراط المستقیم ، قال: قولوا أرشدنا إلی حبّ آل محمّد و أهل بیته.
و أخرج القندوزی عن المناقب عن زید بن موسی الكاظم عن أبیه عن آبائه علیهم السلام نح حدیث الأصبغ .
و أخرج الشریف الحضرمی ان عبدالرحمن بن زید قال فی قوله تعالى:اهدنا الصراط المستقیم ، هم رسول الله صلی الله علیه وآله و أهل بیته ، و أخرج الحاكم الحسكانی الحنفی فی «شواهد التنزیل» عشرین حدیثاً فی ذلك .
(التاسع) أخرج ابن حجر فی الآیة الخامسةمن الآیات الّتی ذكر أنّها و ردت فیهم، و هی قوله تعالى: (و اعتصموا بحبل الله جمیعاً (عن الثعلبی عن الإمام جعفر الصادق علیه السلام أنّه قال: نحن حبل الله الّذی قال الله فیه) و اعتصموا بحبل الله جمیعاً و لاتفرقوا ( .
و قد فسر الشافعی حبل الله بولاء أهل البیت فی الأبیات ذكرها له أحمد بن عبدالقادر العجیلی فی كتابه «ذخیرة المآل» و الشریف الحضرمی فی كتابه «رشفة الصادی»، و هی هذه:
و لما رأیت الناس قد ذهبت بهم مذاهبهم فی أبحر الغی و الجهل
ركبت علی اسم الله فی سفن النجا و هم أهل بیت المصطفی خاتم الرسل
أمسكت حبل الله و هو ولاؤهم كما قد أمرنا بالتمسك بالحبل
إذا افترقت فی الدین سبعین فرقة ونیفاً علی ما جاء فی واضح النقل
ولم یك ناج منهم غیر فرقة فقل لی بها یا ذا الرجاحة والعقل
أفی الفرقة الهلاك آل محمد أم الفرقة اللاتی نجت منهم؟ قل لی
فان قلت فی الناجین فالقول واحد و ان قلت فی الهلاك حفت عن العدل
إذا ان مولی القوم منهم فاننی رضیت بهم لازال فی ظلهم ظلی
رضیت علیاً لی إماماً و نسله و أنت من الباقین فی أوسع الحل
(العاشر) أخرج الخوارزمی موفق بن أحمد عن أبی صالح عن ابن عباس رضی الله عنهما قال: الصادقون فی هذه الآیة (یعنی: یا أیّها الذین آمنوا اتقوا الله و كنو مع الصادقین) محمد صلى الله علیه و آله و أهل بیته. أخرجه أبو نعیم و الحموینی بلفظه، و أخرجه أبو نعیم عن الصادق جعفر بن محمد، و أخرجه أیضاً صاحب المناقب عن الباقر و الرضا علیهما السلام قالا: الصادقون هم الأئمّة من أهل البیت .
و قال سبط ابن الجوزی: قال علماء السیر: معناه كونوا مع علیّ و أهل بیته. قال ابن عباس: علیّ سید الصادقین.
و عن جماعة كأبی نعیم و ابن مردویه و ابن عساكر عن جابر و ابن عباس و أبی جعفر قالوا: مع علیّ بن أبی طالب .
و أخرج ابن حجر ان الإمام زین العابدین علی بن الحسین علیه السلام كان إذا تلی قوله تعالى: «یا أیّها الذین آمنوا اتقوا الله و كونوا مع الصادقین (یقول دعاءاً طویلا یشتمل علی طلب اللحوق بدرجة الصادقین و الدرجات العلیة، و على وصف المحن و ما انتحلته المبتدعة المفارقون لائمة الدین و الشجرة النبویّة، ثمّ یقول: و ذهب آخرون إلى التقصیر فی أمرنا، و احتجوا بمتشابه القرآن و تأولوا بآرائهم و اتهما مأثور الخبر. (إلی أن قال) : فإلى من یفزع خلف هذه الامّة، و قد درست اعلام هذه الملة و دانت الامّة بالفرقة و الاختلاف، یكفر بعضهم بعضاً و الله یقول «و لاتكنا كالذین تفرقوا و اختلفوا من بعد ا جائهم البینات ، فمن الموثوق به علی ابلاغ الحجة و تأویل الحكم إلّا أهل (اعدال خ ل) الكتاب و أبناء ائمّة الهدی و مصابیح الدجی، الذین احتج الله بهم علی عباده و لم یدع الخلق سدی من غیر حجة، هل تعرفهم أو تجدونهم إلّامن فرع الشجرة المباركة، و بقایا الصفوة الذین أذهب الله عنهم الرجس طهرهم تطهیراً.
و برأهم من الآفات و افترض مودتهم فی الكتاب .
و أخرجه الحافظ عبدالعزیز بن الأخضر عن أبی الطفیل عامر ابن واثلة، و هو آخر الصحابة موتاً ، و اخرجه الحضرمی ، و السمهدی فی جواهر العقدین ، ثم قالا:
هم العروة الوثقى و هم معدن التقى و خیر حبال العالمین وثیقها و فی الباب روایات أخرى أخرجها الحاكم الحسكانی .
(الحادی عشر) أخرج ابن حجر فی الآیة الرابعة من الآیات الّتی ذكر أنّها وردت فیهم، هی قوله تعالى: وقفوهم أنّهم مسئولون (عن الواحدی: أی عن ولایة علیّ و أهل البیت، لأنّ الله أمر نبیه صلى الله علیه و آله أن یعرف الخلق أنّه لایسألهم علی تبلیغ الرسالة أجراً إلّا المودة فی القربی، و المعنی أنّهم یسألون هل والوهم حق الموالاة كما أوصاهم النبیّ أو أضاعوها و أهملوها، فتكون علیهم المطالبة و التبعة- انتهی. و اشار بقوله «كما أوصاهم النبیّ» إلی الأحادیث الواردة فی ذلك، و هی كثیرة .
و رواه الحضرمی عن الواحدی أیضاً ، و فی الباب روایات أخرى أخرجها الحسكانی
(الثانی عشر) أخرج ابن حجر أیضاً فی الآیة الثامنة، و هی قوله تعالى: و انّی لغفار لمن تاب و آمن و عمل صالحاً ثمّ اهتدی (عن ثابت البنانی انه قال: اهتدى إلى ولایة أهل البیت علیهم السلام. و جاء ذلك عن أبی جعفر الباقر أیضاً.
و أخرجه الحضرمی و قال: جعل الاهتداء إلی والایتهم مع الإیمان و العمل الصالح سبباً لوجود المغفرة . أخرج ابن البطریق عن الحافظ أبی نعیم بسنده عن عون بن أبی جحیفة عن أبیه عن علیّ علیه السلام أنّه فی هذه الآیة: إنّی لغفار لمن تاب و آمن و عمل صالحاً ثمّ اهتدى ، قال: إلی ولایتنا ، و فی الباب روایات أخرى أخرجها الحاكم الحسكانی .
(الثالث عشر) أخرج القاضی قال صلی الله علیه و آله: معرفة آل محمد براءة من النار، و حبّ آل محمّد جواز على الصراط، و الولایة لال محمّد أمان من العذاب .
و أخرجه الحموینی مسنداً عن المقداد و السمهودی فی جواهر العقدین ، و أخرجه فی كتاب السبعین فی فضائل أمیرالمؤمنین فی الحدیث التاسع و الستین، و قال: أورده أبو إسحاق فی كتابه، و أخرج تمام هذا الكتاب الشریف (كتاب السبعین) فی ینابیع المودة ص 230- 241.
أقول: لاریب فی أن معنى معرفتهم لیس معرفتهم بأسمائهم و اشخاصهم، بل المراد معرفتهم بأنّهم أهل بیت النبیّ صلى الله علیه و آله و العالمون بأحكام الله، و بأنّهم مراجع الناس فی امورهم الدینیة و الدنیویّة.
و من جهة أخرى، فانّه لایصح هذا الحث الأكید علی معرفتهم و حبّهم و ولایتهم إلّا إذا كانت مذاهبهم صحیحة و اتباعهم سبیل للنجاة و الإعراض عنهم سبب للهلاك.
(الرابع عشر) أخرج الطبرانی فی الأوسط عن الإمام الحسن ابن علیّ علیهما السلام ان رسول الله صلى الله علیه و آله قال: ألزموا مودتنا أهل البیت، فانّه من لقی الله و جل عن و هو یودنا دخل الجنّة بشفاعتنا، و الّذی نفسی بیده لاینفع عبداً علمه إلّا بمعرفة حقنا . أخرجه ابن حجر و الشریف الحضرمی و السیّد علی الهمدانی فی المودة الثانیة من (مودة القربی) عن جابر و الصبان
و النبهانی و غیرهم.
(الخامس عشر) أخرج الطبرانی عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلی الله علیه و اله: لا تزول قدما العبد یوم القیامة حتّى یسأل عن أربع: عن عمره فیم أفناه، و عن جسده فیم أبلاه، و عن ماله فیم أنفقه و من أین اكتسبه، و عن محبتنا أهل البیت .
و أخرجه أبو المؤید الخوارزمی عن أبی هریرة ، الحمودی عن علی علیه السلام نحوه . و أخرجه ابن حجر عن الطبرانی فی الكبیر و الأوسط و المتقی اخرجا عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله علیه و آله «لاتزول قدما عبد یوم القیامة» قالا «فیما» بدل فیم و «عن حبنا أهل البیت»، و أخرجه ابن المغازلی بلفظ كنز العمّال و الطبرانی . قیل: یا رسول الله فما علامة حبكم؟ فضرب بیده على منكب علیّ .
(السادس عشر) أخرج الثعلبی فی تفسیره عن محمد بن أسلم الطوسی عن یعلی بن عبید عن إسماعیل بن أبی خالد عن قیس ابن أبی حازم عن جریر بن عبدالله البجلی قال: قال رسول الله صلى الله علیه و آله: ألا و من مات علی حب آل محمد مات شهیداً، ألا و من مات علی حب آل محمّد مات مغفوراً له، ألا و من مات علی حب آل محمّد مات تائباً، ألا و من مات علی حبّ آل محمّد مات مؤمناً مستكمل الإیمان، ألا و من ما ت علی حب آل محمّد فتح فی قبره بابان من الجنّة، ألا و من مات علی حب آل محمّد بشره ملك الموت بالجنة ثمّ منكر و نكیر، ألا و من مات علی حبّ آل محمّد یزف إلی الجنّة كما تزف العروس إلی بیت زوجها، ألا و من مات علی حبّ آل محمّد جعل الله تعالی زوار قبره ملائكة الرحمة، ألا من مات علی حب آل محمّد مات علی السنة الجماعة، ألا و من مات علی بغض آل محمّد جاء یوم القیامة مكتوب بین عینیه «آیس من رحمة الله»، آلا و من مات علی بغض آل محمّد مات كافراً، ألا و من مات علی بغض آل محمّد لم یشم رائحة الجنة .
و أخرجه الزمخشری فی الكشاف فی تفسیر آیة المودة الحموینی فی فرائد السمطین الشبلنجی و الشریف الحضرمی و الصفوری مختصراً و قال: حكاه القرطبی فی سورة الشوری و صاحب فصل الخطاب روح البیان .
(السابع عشر) أخرج السیوطی و الحضرمی عن الدیلمی عن علیّ علیه السلام قال: قال رسول الله صلى الله علیه و آله: أدبو أولادكم علی ثلاث خصال: حب نبیكم، و حبّ أهل بیته، و علی قراءة القرآن، فان حملة القرآن فی ظل الله یوم لاظل إلّا ظله مع أنبیائه و اصفیائه . و أخرجه المتقی إلّا انّه قال «و قراءة القرآن» ، و أخرجه ابن حجرانه قال «و قراءة القرآن و الحدیث» و لم یذكر ما بعده .
أقول: الأخبار فی هذه المعانی كثیرة متواترة، و فیها من ضروب التأكید و الترغیب فی محبة أمیرالمؤمنین علیّ و الزهراء الحسنین و أولادهم علیهم السلام و ذم مبغضیهم، ما یجعل حبّهم من أعظم الواجبات و الفرائض، و بغضهم و الإعراض عنهم من أشد المحرمات، بل یجعله من أكبر الكبائر، و نعم ما قاله الشافعی:
یا أهل بیت رسول الله حبّكم فرض من الله فی القرآن أنزله
یكفیكم من عظیم الفخر أنّكم من لم یصل علیكم لاصلاة له
و للفرزدق فی قصیدته المعروفة:
من معشر حبهم دین و بغضهم كفر وقربهم منجی و معتصم
ان عد أهل التقی كانوا ائمتهم أو قیل من خیر أهل الأرض قیل هم
یستدفع الضر و البلوی بحبهم و یستزاد به الإحسان و النعم
لایستطیع جواد بعد غایتهم ولایدانیهم قوم و ان كرموا
مقدم بعد ذكر الله ذكرهم فی كلّ یوم و مختوم به الكلم
و أخرج السیوطی و النبهانی عن ابن أبی حاتم عن ابن عباس فی قوله تعالی) و من یقترف حسنة (فقال: المودة لال محمّد صلى الله علیه و آله .
و فی هذه الآیة و آیة) قل لا اسئلكم علیه اجراً إلّا المودة فی القربی (روایات كثیرة .
و أخرج النبهانی عن ابن مسعود: حبّ آل محمّد یوماً خیر من عبادة سنة .
و أخرج أیضاً عن الدیلمی عن علیّ علیه السلام: أثبتكم علی الصراط أشدكم حباً لاهل بیتی. و أخرجه المناوی أیضاً عن الدیلمی .
و من المعلوم البدیهی أن الحث علی محبتهم بهذا التأكید و اهتمام النبیّ صلى الله علیه و آله فی بیان فضائلهم و مناقبهم و تنزیلهم منزلة نفسه فی حبهم و بغضهم و سلمهم و حربهم و اختصاصهم بفضائل كثیرة دون غیرهم، أقل ما یدل علیه هو صحة الإقتداء بهم فی الأحكام الشرعیة، و حجیة أقوالهم و أفعالهم، و حرمة الإعراض عن أحادیثهم و علومهم.
(التاسع عشر) أخرج السیوطی فی تفسیر قوله تعالی) ألا بذكر الله تطمئن القلوب (عن علیّ علیه السلام إنّ رسول الله صلى الله علیه و آل لما نزلت هذه الآیة قال: ذلك من أحب الله و رسوله و أحب أهل بیته صادقاً غیر كاذب. قال: أخرجه ابن مردویه، و أخرجه المتقی .
و أخرج الحافظ أبونعیم بسنده عن أنس ان النبیّ صلى الله علیه و آله قال فی هذه الآیة: أتدری من هم یابن أم سلیم؟ قلت: و من هم؟ قال: نحن و شیعتنا .
و أخرج الثعلبی فی تفسیره الكبیر فی تفسیر قوله تعالی) فاسئلوا أهل الذكر ان كنتم لاتعلمون (عن جابر قال: قال علیّ بن أبی طالب علیه السلام: نحن أهل الذكر. و أخرجه الطبری فی تفسیره ، و اخرج الحسكانی فی ذلك روایات غیرها .
و أخرج الشارح المتعزلی عن شیخه أبی عثمان عن أبی عبیدة عن جعفر بن محمد عن آبائه عن أمیرالمؤمنین علیهم السلام: ألا ان الأبرار عترتی و أطائب أرومتی، أحلم الناس صغاراً و أعلم الناس كباراً، ألا و أنا أهل بیت من علم الله علمنا و بحكم الله حكمنا و من قول صادق سمعنا، فان تتبعوا آثارنا تهتدا ببصائرنا، و ان لم تفعلوا یهلككم بأیدینا، معنا رایة الحق، من تبعها محق و من تخلف عنها غرق، ألا و بنا یدرك ترة كلّ مؤمن و بنا تخلع ربقة الذل عن أعناقكم و بنا فتح لابكم .
و أخرجه الحافظ عمرو بن بحر فی فی كتابه عن أبی عبیدة .
(العشرون) أخرج الكنجی بسنده عن أبی إمامة الباهلی قال: قال رسول الله صلى الله علیه و آله: ان الله خلق الأنبیاء من اشجار شتی، و خلقنی و علیاً من شجرة واحدة، فأنا اصلها و علی فرعها و فاطمة لقاحها و الحسن و الحسین ثمرها، فمن تعلق بغصن من أغصانها نجی، و من زاغ عنها هوی، و لو أن عبداً عبدالله بین الصفا و المروة ألف عام ثمّ لم یدرك محبتنا اكبه الله علی منخریة النار، ثمّ تلی) قل لاأسئلكم علیه أجرا إلّا المودة فی القربی ( . و أخرجه ابن حجر عن فضائل ابن جبر ، و أخرج نحوه ابن المغازلی عن جابر .
و أخرج الحاكم أبوالقاسم الحسكانی بالاسناد مرفوعاً إلی أبی امامة الباهلی نحوه ، و الحموینی بسنده عن جابر بن عبدالله أیضاً نحوه .
و أخرجه الهمدانی فی (مودة القربی) فی المودة الثامنة، و زاد «و أشیاعنا أوراقها»، و أخرجه الطبری و ابن عساكر بعدة طرق عن أبی امامة .
و نحو هذا الحدیث فی المضمون و الدلالة علی نجاة المتسمكین بهم علیهم السلام ما أخرجه أحمد فی المناقب و السمهدی فی جواهر العقدین و الطبرانی فی معجمه الكبیر و ابن عساكر فی تاریخه النیسابوری فی تفسیره المقتی الصبان عن الطبرانی عن أبی رافع و ابن حجر و غیرهم .
(الحادی و العشرون) أخرج الدیلمی فی مسنده عن علیّ علیه السلام: یا علی ان الله قد غفر لك و لذریّتك و لولدك و لاهلك شیعتك و لمحبی شیعتك، فابشر فإنّك الأنزع البطین . و أخرج ابن حجر نحوه .
و أخرج الخوارزمی أنّه صلى الله علیه و آله قال: یا علیّ الله قد غفر لك و لاهلك و شیعتك و محبّی شیعتك، فإنّك الأنز البطین، منزوع من الشرك بطین من العلم. و روی الإمام سیّدنا علی ابن موسی الرضا علیه السلام عن آبائه علیهم السلام مثل ما رواه الدیلمی و قال فی آخره «منزوع من الشرك مبطون من العلم» .
(الثانی و العشرون) أخرج الحافظ الزرندی عن ابن عباس قال: لما نزلت هذه الآیة) إن! الّذین آمنوا و عملوا الصالحات أولئك هم خیر البریّة (قال لعلی: هو أنت و شیعتك، تأتی یوم القیامة أنت و شیعتك راضین مرضیین، و یأتی عدوك غضاباً مقمحین. فقال: یا رسول الله و من عدوی؟ قال: من تبرأ منك لعنك. ثمّ قال رسول الله صلی الله علیه و آله: رحم الله علیّاً رحمه الله .
و أخرج الحاكم عن ابن عباس أیضاً قال: نزلت فی علیّ و أهل بیته .
قال السیوطی فی الدر المنثور فی تفسیرها: أخرج ابن عدی عن ابن عباس قال: لما نزلت) إنّ الّذین آمنوا و عملوا الصالحات (قال رسول الله صلى الله علیه و آله لعلی: أنت و شیعتك یوم القیامة راضین مرضین، و أخرجه الشبلنجی إلی قوله «مقمحین» .
(الثالث و العشرون) أخرج الحاكم أبوالقاسم الحسكانی بالاسناد المرفوع إلى یزید بن شراحیل الأنصاری كاتب علیّ علیه السلام قال: سمعت علیّاً یقول: حدثنی رسول الله صلى الله علیه و آله و أنا مسنده إلی صدری فقال: یا علیّ أما تسمع قول الله تعالی) ان الّذین آمنوا و عملوا الصالحات أولئك هم خیر البریّة (هم أنت و شیعتك، و موعدی و موعدكم الحوض إذاا اجتمعت الامم للحساب تدعون غراً محجلین .
و أخرج ابن مردویه عن علیّ علیه السلام قال: قال رسول الله صلى الله علیه و آله ألم تسمع قول الله) إنّ الّذین آمنوا (الآیة، هم آنت و شیعتك، و موعدی و موعدكم الحوض إذا جاءت الامم لللحساب تدعون غراً محجلین .
و فی الباب روایات كثیرة أخرجها الحاكم الحسكانی الحنفی .
(الرابع العشرون) أخرج الهیثمی عن عبدالله بن أبی نجی أن علیّاً علیه السلام أتی یوم البصرة بذهب و فضة، فقال: ابیضی و اصفری و غری غیری، غری أهل الشام غداً إذا ظهروا علیك. فشق قوله علی الناس، فذكر ذلك له، فأذن فی الناس فدخلوا علیه قال: ان خلیلی صلى الله علیه و آله قال: یا علیّ إنّك ستقدم علی الله و شیعتك راضین مرضین، و یقدم علیك عدوك غضاب مقحمین، ثمّ جمع یده إلی عنقه یریهم الأقماح. رواه الطبرانی فی الأوسط .
(الخامس و العشرون) أخرج ابن عساكر عن جابر بن عبدالله قال: كنا عند النبیّ صلى الله علیه و آله فقال النبیّ: و الّذی نفسی بیده ان هذا و شیعته لهم الفائزون یوم القیامة، و نزلت) ان الّذین آمنوا (الآیة ، و أورده القندوزی فی حدیث طویل ذكر فیه بعض فضائل علیه السلام عن المناقب عن أبی الزبیر المكی عن جابر .
(السادس و العشرون) أخرج الكنجی باسناده عن أبی سعید الخدری قال: نظر النبیّ صلى الله علیه و آله إلی علیّ علیه السلام فقال: هذا و شیعته هم الفائزون یوم القیامة. و قال: و قد سمعته من جم غفیر بطرق مختلفة، و أخرج المناوی «شیعة علیّهم الفائزون» و أخرج أیضاً «علیّ و شیعته هم الفائزون یوم القیامة» . و أخرج البلاذری عن ام سلمة نحوه، كما أخرج عنها ابن عساكر أیضاً قالت: سمعت النبی صلى الله علیه و آله یقول: ان علیّاً و شیعته هم الفائزون یوم القیامة
(السابع و العشرون) أخرج الدیلمی فی الجزء الأوّل من كتاب الفردوس فی باب الألف عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلی الله علیه و آله: أنا شجرة و فاطمة حملها و علیّ لقاحها و الحسن و الحسین ثمرها و المحبون لأهل البیت و رقها عن الجنّة حقاً حقاً .
و مر نحو ذلك عن أبی امامة، و فی الباب نحوه عن عبدالرحمن بن عوف و أبی سعید الخدری و جابر .
و أنشد بعضهم شعراً فی هذه الأحادیث:
یا حبذا دوحة فی الخلد نابتة مامثلها نبتت فی الخلد من شجر
المصطفی أصلها و الفرع فاطمة ثمّ اللقاح علیّ سید البشر
و الهاشمیان سبطاه لها ثمر والشیعة الورق الملتف بالثمر
أنا بحبهم أرجو النجاة غداً والفوز فی زمرة من أفضل الزمر
هذا هو الخبر المأثور جاء به أهل الروایة فی العالی من الأثر
(الثامن و العشرون) أخرج عن علی علیه السلام إنّ النبیّ صلى الله علیه و آله قال له: إذا كن یوم القیامة أخذت بحجزة الله، أخذت أنت بحجزتی، و أخذ ولدك بحجزتك، و أخذت شیعة ولدك بحجزتهم، فتری این یؤمربنا .
و أخرج فی ربیع الأبرار: إذا كان یوم القیامة أخذت بحجزة، و أخذت أنت بحجزتی، و أخذا ولدك بحجزتك، و أخذوا شیعة ولدك بحجزهم، فنودی این من یؤنس بنا .
و فی مسند الإمام علی بن موسی الرضا علیه السلام المطبوع مع مسند الإمام زید فی الباب الرابع ص 455، أخرج بالاسناد قال رسول الله صلی الله علیه و آله: یا علیّ إذا كان یوم القیامة أخذت بحجزة الله، و أخذت أنت بمعجزتی، و أخذ ولدك بحجزتك و أخذ شیعة ولدك بحجزتهم، فتری این یؤمربنا. قال أبوالقاسم الطائی: سألت أبا العباس بن ثعلب عن المعجزة قال هی السبب، و سألت ابنه نفطویه النحوی عن ذلك فقال هی السبب.
(التاسع و العشرون) أخرج الحافظ جما الدین محمّد بن یوسف الزرندی الحنفی عن إبراهیم بن شیبة الأنصاری قال: جلست إلی الاصبغ بن نباتة فقال: ألا أقرأ علیك ما أملاه علیّ علیّ بن أبی طالب، فأخرج لی صحیفة فیها مكتوب: بسم الله الرحمن الرحیم، هذا ما أوصی به محمّد صلى الله علیه و آله أهل بیته و امته، أوصی أهل بیته بتقوی الله و لزوم طاعته، و أوصی أمته بلزوم أهل بیته، و ان أهل بیته یأخذون بحجزة نبیّهم صلی الله علیه و آله، و ان شیعته أخذون بحجزهم یوم القیامة، و انّهم لن یدخلوكم فی باب ضلالة و لن یخرجوكم من باب هدى ، و أخرجه الشریف الحضرمی الشافعی .
أقول: الأحادیث الواردة فی نجاة من تمسك بهم فی فضل شیعتهم علیهم السلام كثیرة جداً تجاوزت حد التواتر ، و صنف فیها جمع من اعلام الشیعة و السنة كتباً مفردة.
تنبیه
شیعة الرجل اتباعه و أنصاره و قد غلب هذا الإسم فی عصر النبی صلى الله علیه و آله و الصحابة إلی العصر الحاضر علی أتباع علیّ علیه السلام و الّذین اختصوا به وبأولاده، و اتخذوهم أولیاء و اتخذوهم ائمّة فی الدین و فی تبلیغ الأحكام عن الرسول صلى الله علیه و آله و فی تفسیر القرآن و السنة فی سائر الامور، و قد نص علی ذلك علماء اللغة:
قال الجوهری فی الصحاح: شیعة الرجل اتباعه و انصاره.
و قال القیومی فی المصباح: الشیعة الإتباع و الأنصار.
و قال الراغب: من یتقوی بهم الإنسان و ینتشرون عنه.
و قال الفیروز آبادی فی القاموس: و شیعة الرجل- بالكسر- أشیاعه و أنصاره، و الفرقة علی حدة، و یقع علی الواحد و الإثنین الجمع و المذكر و المؤنث، و قد غلب هذا الإسم علی كلّ من یتولی علیاً و أهل بیته حتّی صار اسماً لهم خاصاً.
قال ابن منظور فی لسان العرب: الشیعة اتباع الرجل و أنصاره، جمعها شیع و أشیاع (إلی أن قال) قد غلب هذا الإسم علی من یتولی علیاً أهل بیته رضوان الله تعالی علیهم أجمعین حتّی صار لهم اسماً خاصاً، فإذا قیل فلان من الشیعة عرف أنّه منهم، و فی مذهب الشیعة كذا أی عندهم، و أصل ذلك من المشایعة، و هی المتابعة و المطاوعة، و قال الأزهری: و الشیعة قوم یهوون هوی عترة النبیّ صلى الله علیه و آله و یوالونهم.
و ذكر نحوه ابن الأثیر فی النهایة.
و قال الشیخ أبو محمّد الحسن النبوبختی فی الفرق و المقالات المطبوع فی استانبول: الشیعة هم فرقة علیّبن أبی طالب المسمون بشیعة علیّفی زمان النبیّ صلی الله علیه و آله، و ما بعده معروفون بانقطاعهم إلیه و القول بإمامته .
و قال أبو حاتم السجستانی فی الجزء الثالث من كتاب «الزینة» ان لفظ الشیعة كان علی عهد رسول الله صلى الله علیه و آله لقب أربعة من الصحابة سلمان و أبی ذر و المقداد و عمار .
و قال علیّ بن محمّد الجرجانی فی كتاب «التعریفات» فی باب الشین: الشیعة هم الّذین شایعوا علیّاً رضی الله عنه و قالوا انه الإمام بعد رسول الله صلی الله علیه و آله، و اعتقدوا أن الإمامة لاتخرج عنه و عن أولاده.
و ممّا ذكرنا زظهر دلالة الأحادیث المذكورة علی أن الشیعة اسم أطلقه النبی صلى الله علیه و آله علی جماعة خاصة من أمته، و هم اتباع علی علیه السلام و أشیاعه و من اتخذه ولیّاً و اقتفی أثره و أثر ولده، و یتأسی و یقتدی به وبأولاده لأئمّة فی عقائده و أعماله.
و لامعنی لهذا الأكونهم أئمّة فی الدین و أولیاء الناس بتعین رسول الله صلی الله علیه و آله، و كون الأخذ بأقوالهم و العمل بفتاواهم فی الفروع و الاصول سبباً للنجاة فی الدارین.
و لیس المراد منها كلّ من یحب علیّاً و لایبغضه، فان مجرد ذلك لایصحح اطلاق الشیعة علیه و لایختصه بأهل البیت، فلایقال لمن یحب أحداً أنّه من شیعته إلّا إذا اقتدی به وتولاه و تابعه و شایعه و التزم بمتابعته و مشایعته، كما لاینتمی من أخذ العلم عن جمیع العلماء إلی واحد منهم إلّا إذا كان له اختصاص به.
و لاریب فی أنّه لیس فی فرق المسلمین و طوائفهم فرقة تنتمی ألی أهل البیت غیر الشیعة، و لاشبهة فی أضافة علومهم وفقهم إلی ائمّة أهل البیت علیهم السلام، كمالا شبهة فی صحة إضافة فقه الحنابلة إلی) حمد بن حنبل و الحنفیّة إلی أ) بی حنیفة نو الشافعیّة إلی الشافعی و المالكیّة إلی مالك.
فكما لایجوز لاحد انكار صحة حكایة فقه المذاهب الأربعة بین أهل السنة عن مالك و أحمد و الشافعی و أبی حنفیة، لاستفاضة الفتیا عنهم، لایجوز أیضاً لاحد إنكار صحْة فقه المذهب الجعفری و ما عند الإمامیّة من الحدیث و العلم، و صحة انتمائه إلی جعفر بن محمد و آبائه و أولاده لأئمّة علیهم السلام، سیما مع استفاضة كونهم من أجله أهل العلم و الفتیا فی جمیع الأحكام و تواتر ذلك بین المسلمین، و معروفیّة فتاواهم و مذاهبهم بین الشیعة دون غیرهم من الفرق.
(الثلاثون) أخرج شیخ الإسلام إبراهیم بن محمّد الحموینی الشافعی فی حدیث باسناده عن رسول الله صلى الله علیه و آله ذكر فیه بعض فضائل علی علیه السلام (إلی ان قال) و الحسن الحسین إماما امتی بعد أبیهما و سیدا شباب أهل الجنّة، و أمهما سیدة نساء العالمین، و أبوهما سیّد الوصیین، و من ولد الحسین تسعة تاسعهم القائم من الدی، طاعتهم طاعتی و معصیتهم معصیتی، إلی الله أشكو المنكرین لفضلهم و المضیعیهن لحرمتهم بعدی، و كفی بالله ولیّاً و ناصراً لعترتی و ائمّة امتی و منتقماً من الجاحدین حقهم، و سیعلم الّذین ظلموا أی منقلب ینقلبون .
(الحادی و الثلاثون) أخرج القندوزی عن المناقب بالاسناد عن أبی الزبیر المكّی عن جابر بن عبدالل الانصاری عن رسول الله صلى الله علیه و آله حدیثاص ذكر فیه أیضاً بعض فضائل علیّ علیه السلام (إلی أن قال): و زوجته الصدیقة الكبری ابنتی، و ابناه سیدا شباب أهل الجنّة ابنای، و هو و هما و لأئمّة من بعدهم حجج الله علی خلقه بعد النبیین، و هم أبواب العلم فی أمتی، من تبعهم نجا من النار و من اقتدی بهم هدی إلی صراط مستقیم، لم یهب الله محبتهم لعبد إلّا أدخله الجنّة .
(الثانی و الثلاثون) أخرج الزمخشری باسناده قال رسول الله صلی الله علیه و آله: فاطمة بهجة قلبی، و ابناها ثمرة فؤادی، و بعلها نور بصری، و لأئمّة من ولدها امناء ربّی، و حبل ممدود بینه و بین خلقه، من اعتصم بهم نجاومن تخلف عنهم هوى .
(الثالث و الثلاثون) أخرج الحموینی و الخوارزمی مسنداً و الهمدانی فی (مودة القربی) عن سلیم بن قیس الهلالی عن سلمان الفارسی قال: دخلت علی النبیّ صلی الله علیه و آله، فإذا الحسین بن علیّعلی فخذیه، و هو یقبل خدیه و یلثم فاه و یقول: أنت سید ابن سید أخو سید، و أنت إمام ابن إما أخو إمام، و أنت حجة ابن حجة أخو حجة، و أنت أبو حجج تسعة تاسعهم قائمهم المهدی .
(الرابع الثلاثون) أخرج الهمدانی فی (مودة القربی) فی المودة العاشرة عن أصبغ بن نباتة عن عبدالله بن عباس قال: سمعت رسول الله صلى الله علیه و آله یقول: أنا و علیّو الحسن و الحسین و تسعة من ولد الحسین مطهرون معصومون، و أخرجه الحموینی .
(الخامس و الثلاثون) أخرج الحموینی فی فرائد السمطین بسنده عن عبایة بن ربعی عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلی الله علیه و آله: أنا سید النبیین، و علیّ سید الوصیین، و ان أوصیائی بعدی اثنا عشر، أولهم علیّو آخرهم المهدی .
و أخرجه فی (مودة القربی) فی المودة العاشرة.
(السادس و الثلاثون) أخرج الحموینی فی فرائد السمطین عن سعید بن جبیر عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلی الله علیه و آله: ان خلفائی و أوصیائی و حجج الله علی الخلق بعدی الإثنا عشر، أولهم أخی و آخرهم ولید. قیل: یار سول الله و من أخوك؟ قال: علی ابن أبی طالب. قیل: فمن ولدك؟ قال: المهدی الّذی یملأها قسطاً و عدلا كما ملئت جوراً و ظلماً، و الّذی بعثنی بالحق بشیراً لولم یبق من الدنیا إلّا یوم واحد لطول الله ذلك الیوم حتّی یخرج فیه و لدی المهدی، ینزل روح الله عیسی بن مریم فیصلی خلفه، و تشرق الأرض بنور ربّها، و یبلغ سلطانه المشرق و المغرب ، و أخرجه فی روضة الأحباب فی ذكر الإمام الثانی عشر .
(السابع و الثلاثون) أخرج القندوزی عن المناقب عن أبی الطفیل عامر بن واثلة- و هو آخ رمن مات من الصحابة- عن علی علیه السلام قال: قال رسول الله صلی الله علیه و آله: أنت وصیی، حربك حربی و سلمك سلمی، و أنت الإمام أبو لأئمّة الأحد عشر الّذین هم المطهرون المعصومون، منهم المهدی الّذی یملأ الأرض قسطاً و عدلا، فویل لمبغضیهم، یا علیّ لو أن رجلا أحبّك و أولادك فی الله لحشرة الله معك و مع أولادك، و أنتم معی فی الدرجات العلی، و أنت قسیم الجنّة و النار، تدخل محبیّك الجنة و مبغضیك النار .
(الثامن و الثلاثون) أخرج القندوزی عن علی علیه السلام قال: قال رسول الله صلی الله علیه و آله: من أحب أن یركب سفینة النجاة و یستمسك بالعروة الوثقی و یعتصم بحبل الله المتین، فلیوال علیاً و لیعاد عدوه، و لیأتم بالائمّة الهداة من ولده، فانّهم خلفائی و أوصیائی و حجج الله علی خلقه من بعدی و سادات امتی و قواد الأتقیاء إلی الجنّة، حزبهم حزبی و حزبی حزب الله، و حزب أعدائهم حزب الشیطان ، و أخرجه الهمدانی فی (مودة القربی) فی المودة العاشرة .
المودة العاشرة .
و أخرج أبو سعید عبدالملك بن محمّد النیسابوری الخركوشی فی (شرف المصطفی) عن علی علیه السلام أنّه قال: فیكم من یخلف من نبیكم صلی الله علیه و آله، ما ان تمسكتم به لن تضلوا، و هم الدعاة، و هم النجاة، و هم أركان الأرض، و هم النجوم، بهم یستضاء من شجرة طاب فرعها و زیتونة طاب (بورك ظ) أصلها، نبتت فی الحرم و سقین من كرم، من خیر مستقر إلی خیر مستودع، من مبارك إلی مبارك، صفت من الأقدار و الأدناس و من قبیح ما نبت به شرار الناس، لها فروع طوال لاتنال، و حسرت عن صفاتها الألسن، و قصرت عن بلوغها الأعناق، فهم الدعاة و بهم النجاة، و بالناس إلیهم حاجة، فاخلفوا رسول الله صلى الله علیه و آله بأسن الخلافة، فقد أخبركم أنّهم و القرآن الثقلان و أنّهما لن یفترقا حتّی یردا علی الحوض، فالزموهم تهتدوا و ترشدوا لاتتفرقا عنهم و لاتتركوهم فتفرقوا و تمرقوا .
(التاسع و الثلاثون) أخرج الدیلمی فی حدیث عن جابر عن رسول الله صلى الله علیه و آله انّه قال: فمن سره أن یلقی الله و هو عنه راض فلیتول علیّاً و عترته، فانّهم أولیائی و نجبائی و أحبائی و خلفائی .
(الأربعون) أخرج الحافظ أبوالفتح محمّد بن أحمد بن أبی الفوارس (ت 412) فی أربعینه باسناده حدیثاً طویلا، و هو الحدیث الرابع من أربعینه، ذكر فیه اسماء لأئمّة الإثنی عشر من الإمام علی ابن أبی طالب إلی المهدی محمد بن الحسن بن علی بن محمد بن علی بن موسی بن جعفر بن محمد بن علی بن الحسین بن علی بن أبی طالب علیهم السلام و ذكر فضیلة موالاة كلّ واحد منهم و اتخاذهم أولیاء .
و من الروایات الواردة فیهم الدالة علی وجوب التمسك بهم و المصرحة بعددهم و أسمائهم، ما أخرجه القندوزی عن واثلة و صاحب فرائد السمطین عن عمر بن سلمة و شارح غایة الأحكام عن أبی عبدالله الحسین علیه السلام ، و صاحب روضة الأحباب و المناقب عن جابر، و الخوارزمی بسنده عن أبی سلمی راعی إبل رسول الله صلی الله علیه و آل و بسنده عن علیّعلیه السلام ، و الحموینی فی حدیث مناشدة أمیرالمؤمنین علیّ علیه السلام و غیرها.
أقول: الأحادیث فی ارجاع الامّة إلی أهل البیت و فی التصریح بأسماء لأئمّة الإثنی عشر كثیرة متواترة، لایمكن فی مثل هذا الكتاب استقصاؤها، و انّما ذكرنا منها مضافاً إلی أحادیث الثقلین و السفینة و الأمان- هذه الأحادیث الأربعین تبركاً، و لما نقله الحافظ أبو الفتح محمّد بن أبی الفوارس فی أوّل أربیعنه عن الشافعی بعد ذكر حدیث «من حفظ عنی من أمتی أربعین حدیثاً كنت له شفیعاً» أن المراد من هذه الأرقعینه مناقب أمیرالمؤمنین علی بن أبی طالب علیه السلام.
و نقل باسناده عن أحمد بن حنبل أنه قال: خطر ببالی من أین صح عند الشافعی، فرأیت النبیّ صلى الله علیه و آله فی النوم و هو یقول: شككت فی قول محمّد بن إدریس عن قولی: من حفظ من أمتی أرعبین حدیثاًفی فضائل أهل بیتی كنت له شفیعاً یوم القیامة، أما علمت أن فضائل أهل بیتی لاتحصی؟
و من أراد الإطلاع علی طائفة من هذه الأحادیث فعلیه بكتابنا منتخب الأثر، فقد أخرجنا فیه ما یزید علی 270 من الأحادیث المرویة فی لأئمّة الإثنی عشر من طرق الفریقین، و ما كتبناه مقدمة علی كتاب مقضب الأثر للعلامة المحدث ابن العیاش الجوهری (ت 401).
و لیراجع أیضاً الكتاب القیم ینابیع المودة و مودة القربی و المناقب للخوارزمی و فرائد السمطین للحموینی و نظم درر السمطین للزرندی و جواهر العقدین للسمهودی الفصول المهمة لابن الصباغ و كفایة الطالب للكنجی الشافعی و تذكرة الخواص و الصواعق المحرقة و وفاء الوفا بأخبار دار المصطفی ص 73 و حسن التوسل بهامش الإتحاف ص 74 و رشفة الصادی ص 28 تفسیراً لایة النور و المناقب لابن الغازلی و شواهد التنزیل للحاكم الحسكانی، و غیر ذلك من جوامع الحدیث و الصحاح و المسانید و التفاسیر و التواریخ مما جاء اسماؤها فی كتاب عبقات الأنوار. فانّك ان سبرت هذه الكتب و كتاب عبقات الأنوار تجد فی هذه المعانی روایات كثیرة.
و قد أفرد العلامة محمّد معین السندی مؤلف «دراسات اللبیب فی الاسوة بالحسنة الحبیب» كتاباً أسماه «موهب سید البشر فی حدیث لائمّة الإثنی عشر» .
كما قد ذكر فضائلهم جمع من الأعلام و أرباب التراجم، و قد أفردوا فی ذلك كتباً عدیدة.
و أمّا الإأمامیّة فأفردوا فی ذلك كتباً كثیرة لایستغنی الباحث عنها، فمن صنف منهم فی ذلك: الشیخ الجلیل الثقة الثبت أبوالقاسم علیّبن محمد بن علی الخزاز الرازی من اعلام القرن الرابع، فصنف كتابه القیم «كفایة الأثر فی النصوص علی لأئمّة الإثنی عشر»، و أخرج فیه فی ذلك بأسانیده و طرقه المعتبرة عن جماعة من الصحابة كأمیر المؤمنین علی و الحسن الحسین علیهم السلام و ابن عباس و ابن مسعد و أنس بن مالك و زید بن أرقم و عمار و جابر بن سمرة و أبی ذر و سلمان و جابر بن عبدالله و زید بن ثابت و أم سلمة و غیرهم.
و ممّا یؤید هذه الأحادیث روایات أخرى أخرجها فی غیره هذه الأبواب جمهرة من علماء الفریقین.
و قد صنف فی كراماتهم و مناقبهم و ما سمع منهم من العلم و الحدیث من عصر الصادقین بل من الصنف الثانی من القرن الأوّل كتباً لایسع هذا المختصر سرد اسمائهم، فمن أراد الإطلاع علیها فعلیه بمطالعة اجزاء كتاب «الذریعة إلی تصانیف الشیعة».
و أقلّ ما یستفاد من هذه الأحادیث هو حجیّة أقال أهل البیت و مذاهبهم فی الفقه و العلوم الشرعیة و وجوب الرجوع إلیهم إلی أحادیثهم و نجاة من تمسك بهم. و قد عرفت مما أسفلنا أن ما بید الشیعة فی الفقه و الأحكام الشرعیّة و ما فی جوامعهم مأخوذ من أهل البیت علیهم السلام لاریب فی ذلك، فلا یعرف مذاهبهم و لایؤخذ علومهم إلّامن كتب الشیعة، و هذا أمر واضح یعرفه كلّ منصف متتبع خبیر.
و نختم الكلام بایراد بعض الكلمات الصادرة عن إمام البلغاء و سید الفصحاء نفس الرسول و سیف الله المسلول، قائد البررة و قاتل الكفرة، ولی كلّ مؤمن و مؤمنة، أمیرالمؤمنین أبی الحسن و الحسین علیّ بن أبی طالب علیه السلام فی شأن أهل البیت و وجوب الإقتداء بهم:
1. فمن ذلك قوله علیه السلام فی خطبته فی مدح النبیّ صلى الله علیه و آله و لأئمّة علیهم السلام بجامع الكوفة: فنحن أنوار السماوات و الأرض و سفن النجاة، و فینا مكنون العلم و إلینا مصیر الامور، و بمهدینا تقطع الحج، فهو خاتم لأئمّة و منقذ الامّة و منتهی النور .
2. و قال علیه السلام: موضع سره و لجأ امره و عیبة علمه و موئل حكمه و كهوف كتبه و جبال دینه، بهم أقام انحناء ظهره و أذهب ارتعاد فرائصه (إلی ان قال) لایقاس بآل محمد صلى الله علیه و آله من هذه الامّة أحد، و لایسوی بهم من جرت نعمتهم علیه أبداً هم أساس الدین و عماد الیقین، إلیهم یفیء الغالی و بهم یلحق التالی و لهم خصائص حق الولایة و فیهم الوصیّة و الوارثة، الآن إذا رجع الحق إلی أهله و نقل إلی منتقله .
3. و قال: تالله لقد علمت تبلیغ الرسالات و إتمام العدات و تمام الكلمات، و عندنا أهل البیت أبواب الحكم ضیاء الأمر، ألاوان شرائع الدین واحدة و سبله قاصدة، من أخذ بها لحق و غنم و من وقف عنها ضل و ندم .
4. و قال: أنظروا أهل بیت نبیّكم، فازموا سمتهم و ابتعوا أمرهم، فلم یخرجوكم من هدی لن یعیدوكم فی ردی، فان لبدوا فالبدوا ان نهضوا فانهضوا، و لاتسبقوهم فتضلوا و لاتتأخروا عنهم فتهلكوا .
5. و قال: و أنی تؤفكون، و الأعلام قائمة و الآیات واضحة و المنار منصوبة، فأین یتاه بكم، بل كیف تعمهون، و بینكم عترة نبیّكم، و هم أزمة الحق و أعلام الدین و ألسنة الصدق، و أنزلوهم بأحسن منازل القرآن ، و ردوهم و رود الهیم العطاش ، أیّها النّاس خذوها من خاتم النبیین صلى الله علیه و آله «انّه
یموت من مات منا و لیس بمیت و یبلی من بلی منا و لیس ببال» فلا تقولوا بما لاتعرفون فإنّ أكثر الحق فیما تنكرون، و اعذروا من لاحجة لكم علیه، و هو أنا ألم أعمل فیكم بالثقل الأكبر و أترك فیكم الثقل الأصغر، و ركزت فیكم رایة الإیمان، و وقفتكم علی حدود الحلال و الحرام، و ألبستكم العافیة من عدلی، و فرشتكم المعروف من قولی و فعلی، وادیتكم كرائم الأخلاق من نفسی .
6. و قال فی وصف النبیّ صلی الله علیه و آله: أرسله بأمره صادعاً و بذكره ناطقاً، فأدی أمیناً و مضی رشیداً، و خلف فینا رایة الحق، من تقدمها مرق و من تخلف عنها زهق و من لزمها لحق ، دلیلها مكیث الكلام بطیء القیام سریع إذا قام (إلی ان قال) ألا ان مثل آل محمد صلى الله علیه و آله كمثل نجوم السماء إذا خوی نجم طلع نجم .
7. قال علیه السلام: نحن شجرة النبوة و محط الرسالة و مختلف الملائكة و معادن العلم و ینابیع الحكم، ناصرنا و محبینا ینتظر الرحمة، و عدونا و مبغضینا ینتظر السطوة عن شیء فیما بینكم و بین الساعة، و لا عن فئة تهدی مائة و تضل مائة، إلّا أنبأتكم بناعقها و قائدها و سائقها و مناخ ركابها و محط رحالها، و من یقتل من أهلها قتلا و یموت منهم موتاً .
9. و قال، و قد سأله سائل عن أحادیث البدع و عما فی أیدی النّاس من اختلاف الخبر: ان فی أیدی الناس حقاًو باطلًا و صدقاً و كذباً و ناسخاً و منسوخاً و عاماً و خاصاً و محكماً و متشابهاً و حفظاً و هماً (إلی أن قال فی آخر هذه الخطبة) و لیس كلّ أصحاب رسول الله صلى الله علیه و آله من كان یسأله یستفهمه، حتّی أن كانوا لیحبون أن یجیء الأعرأبی و الطاریء، فیسأله علیه ا لسلام حتّی یسمعوا، و كان لایمر بی من ذلك شیء إلّا سألت عنه و حفظته .
10. و قال: أین الّذین زعموا أنّهم الراسخون فی العلم دوننا كذباً و بغیاً، أن رفعنا الله و وضعهم و أعطانا و حرمهم و أدخلنا و أخرجهم، بنا یستعطی الهدی و یستجلی العمی .
11. و قال: وانّما لأئمّة قوام الله علی خلقه و عرفاؤه علی عباده لایدخل الجنّة إلّا من و عرفهم و عرفوه، و لایدخل النّار إلّا من أنكرهم و أنكروه .
12. و قال: نحن الشعار و الأصحاب و الخزنة و الأبواب، و لاتؤتی البیوت إلا من أبوابها، فمن أتاها من غیر أبوابها سمی سارقاً (و منها) فیهم كرائم القرآن و هم كنوز الرحمن، ان نطقوا صدقوا و ان صمتوا لم یسبقوا .
13. و قال: هم عیش العلم و موت الجهل، یخبركم حلمهم عن علمهم (و ظاهرهم عن باطنهم) و صمتهم عن حكم منطقهم، لایخالفون الحق و لایختلفون فیه. هم دعائم الإسلام و لائج الإعتصام بهم عاد الحق فی نصابه و انزاح الباطل عن مقامه و انقطع لسانه عن منبته، عقلوا الدین عقل و عایة و رعایة لاعقل سماع و روایة، فان رواة العلم كثیر و رعاته قلیل.
14. أخرج ابن سعد عن جبلة بنت المصفح عن أبیها قال: قال لی علی علیه السلام:
یا أخا بنی عامر سلنی عما قال الله و رسوله فأنا نحن أهل البیت أعلم بما قال الله و رسوله، قال: و الحدیث طویل .
هذا آخر ما كتبناه حول وجوب الأخذ بأحادیث جوامع الشیعة و حجیة أقوال ائمّتهم علیهم السلام، و وجوب التمسك بهم ..و لخصته و أْعددته للطبع طلباً لمرضاة الله تعالی و مرضاة رسوله صلی الله علیه و آله.
و الرجاء ممن یطلع علیه ان رأی فیه هفوة أن یتجاوز عنی و یدعولی لیغفر لی ربّی هفوتی و ذنوبی و یستر عیوبی و یحشرنی و والدی
لطف الله الصافی
المصدر: كتاب أمان الأمة من الضلال والإختلاف، لآیة الله العظمى الصافی الگلبایگانی مدّظله الوارف