جمعه: 1403/01/31
نسخة للطباعةSend by email
بیان للمرجع الديني الكبير آية الله العظمى الصافي الگلبایگانی دام ظله بمناسبة ذكرى يوم المباهلة
بیان للمرجع الديني الكبير بمناسبة ذكرى يوم المباهلة

بسم الله الرحمن الرحیم

الحمدلله الذی جعلنا من المتمسکین بولایة امیرالمؤمنین و الائمة المعصومین علیهم السلام لاسیما مولانا بقیة الله المهدی عجل الله تعالى فرجه الشریف ، و رزقنا الفوز بلقائه .
السلام علیکم و رحمة الله 

أبارك لكم أیّها الأعزّة حلول أیام شهر ذی الحجة المباركة و الشریفة ، و خصوصا یوم المباهلة العظیم و الخالد . عید الإعلان عن وسام آخر لعلی علیه السلام و هو وسام النفس النفیسة للنبی صلّی الله علیه و آله و سلّم ، و أتقدم لكم بهذه الكلمات القلیلة بالمناسبة:

 

تنقسم النصوص القرآنیة { و الروائیة } الصریحة الدالة على ولایة امیرالمؤمنین علی بن أبی طالب علیه السلام و خلافته بعد  النبی صلى الله علیه و آله بلا فصل إلى قسمین : نصوص جلیة و نصوص خفیة
أما النصوص القرآنیة الجلیة ، فمثل الآیة الشریفة : «إِنَّمَا وَلِیُّکُمُ اللهُ» ، و سائر الروایات التی روى بعضها العالم الكبیر ابن البطریق فی  کتاب : "خصائص الوحی المبین فی مناقب امیرالمؤمنین علیه السلام" الشریف ، بأسناد معتبرة عن المحدّثین و أصحاب الجوامع و الصحاح و المسانید من العامة . و النصوص القرآنیة الخفیة إلى جانب النصوص الجلیة لا شك تمثل دلیلا محکما , و تثبت ولایة امیر المزمنین و سائر الأئمة الطاهرین علیهم السلام بعد النبی صلى الله علیه و آله بلا فصل.   

من قبیل الآیات التی خاطبت الجمیع بالاستفهام الاستنكاری ؛ مثل قوله تعالى : «أَ فَمَنْ یَهْدِی إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ یُتَّبَعَ أَمَّنْ لاَ یَهِدِّی إِلا أَنْ یُهْدَى فَمَا لَکُمْ کَیْفَ تَحْکُمُونَ» .

لا شك أن مثل هذه الآیات لتهدی ـ عن طریق بیان أظهر المصادیق ـ الناس إلى ولایة و أحقیة امیرالمؤمنین علیه السلام و اهل البیت علیهم‌السلام بالخلافة و الامامة .
و من النصوص القرآنیة الجلیة آیة المباهلة الشریفة . قال الله تعالی: «فَمَنْ حاجَّكَ فِیهِ مِنْ بَعْد مَا جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوا نَدْعُ ابْناءَنَا وَ ابْناءَكُم وَ نِسَاءَنا وَ نِسَاءَكُمْ وَ انْفُسَنا وَ انْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَة اللّه عَلَی الْكاذِبینَ‏«.
هذه الآیة ، من طائفة الآیات التی تصرح للناس و تنطق عبر العصور بأفضلیة أهل البیت علیهم السلام و سمو مقامهم ، باتفاق المسلمین .

لا شك أن إشراك علی و الحسن و الحسین و فاطمة سلام الله علیهم اجمعین ، و بأمر من الله تعالى ، دلیل على أن هؤلاء الأنوار الأربعة الذین حضروا مع النبی للمباهلة هم أجدر الناس و أعزّ الخلق عند الله تعالى ، و عند رسوله .

ما أعظمها من فضیلة لهؤلاء الأنوار الأربعة المطهرین إذ یعضدون النبی و یرافقوه فی مثل هذه الواقعة العظیمة التاریخیة ، و قد اختارهم الله تعالى و اصطفاهم من بین خلقه صغارا و کبارا ؛ نساءا و رجالا ، و خصّهم بهذه الفضیلة .
 

أجل ، على المؤمنین الاحتفال بیوم الرابع و العشرین من شهر ذی الحجة بعنوان یوم المباهلة العظیم ، الخالد فی التاریخ الاسلامی المجید ، وكسند وثیق على حقانیة أهل البیت علیهم السلام .

یجب إجلال هذا الیوم كیوم عید الغدیر ، و على الشیعة و محبّی بیت العصمة و الطهارة علیهم السلام إقامة الاحتفالات، و عقد مجالس الذكر و السرور إحتفاء بهذا الیوم و تعظیما له ، و على الشعراء و الباحثین و الكتاب المنشدین الاسهام  فی إحیاءه ، كل من منطلق اختصاصه.

و فی الختام ، أعترف بعجزی و قصوری أزاء حق معرفة هذه المناسبة التی یقصر مثلی عن مثلها ، و ما أهل معرفتها إلا الأولیاء و الكبار و الأعاظم ، و أقدم عذری. راجیا أن تنال هذه الكلمات المتواضعة شرف رضا الأنوار الملكوتیة لأهل البیت علیهم السلام ، و قبولهم .

 و السلام علیکم و رحمة الله و برکاته

لطف الله الصافی
23 ذی الحجة الحرام 1440

 

الثلاثاء / 27 أغسطس / 2019