بسم الله الرّحمن الرّحیم
لا یخفى أنّ من أشهر الآیات الّتی تثبت بها طهارة أهل البیت(علیهمالسلام) من رجس المعصیة والخطأ آیة التطهیر الّتی دلّت الروایات المتواترة المخرّجة فی كتب الحدیث والتفسیر على أنّ المراد منهم هو أمیرالمؤمنین علیّ بن أبی طالب وفاطمة الزهراء سیّدة نساء أهل الجنّة والإمامان السبطان الحسن والحسین(علیهمالسلام)، ثمّ من بعدهم من قام مقامهم إلى خاتم الأئمّة الاثنی عشر مولانا المهدیّ المنتظر ابن الحسن العسكری بن علیّ بن محمد بن علیّ بن موسى بن جعفر بن محمد بن علیّ بن الحسین بن علیّ بن أبی طالب(علیهمالسلام).[1]
وقد حاول بعض المعاندین للعترة الطاهرة لمّا رأى عدم إمكان إنكار نزولها فیه لمكان هذه الروایات المتواترة عند الفریقین، نفی دلالتها على عصمتهم الّتی دلّت علیها غیرها من الأدلّة العقلیة والشرعیة أیضاً، فأنكر دلالة الآیة على عصمتهم الاختیاریّة إذا كانت الإرادة فیه التكوینیّة، وأمّا
التشریعیة فزعم انّها تعمّ جمیع المكلّفین ولا تدلّ على عصمتهم هذا.[2] وقد ألّف المحقّقون من العلماء حول مفاد الآیة وأنّ الإرادة فیها هی التكوینیة، وسائرِ الأدلّة الّتی اُقیمت على عصمتهم كتباً مفردةً وأثبتوا دلالة الآیة على فضیلتهم وعصمتهم، وعدم منافاة كون عصمتهم بالإرادة التكوینیة وكونها من أعظم فضائلهم بما لا مزید علیه.
ومع ذلك فهذه رسالة تثبت فیها دلالة الآیة على عصمتهم وإن تنزّلنا عن كون الإرادة تكوینیةً وقلنا بأنّ المراد منها الإرادة التشریعیة لم یسبق - فیما نعلم - مؤلّفَها بهذا البیان غیرُه فطالعه واغتنمه.