شنبه: 1/ارد/1403 (السبت: 11/شوال/1445)

اعتبار الفقر فی ابن السبیل

مسألة 99: الظاهر أنه لا یعتبر فی ابن السبیل الفقر فی بلده.

وفی الجواهر: بلا خلاف أجده فیه، بل فی المنتهى الإجماع علیه.([1])

والدلیل علیه: إطلاق الكتاب والسنّة ومقابلته للمساكین فی الكتاب. فعلى هذا یكفی فی استحقاقه الخمس الحاجة فی بلد التسلیم ولو كان غنّیاً فی بلده.

والقول بعدم اعتبار الحاجة فی بلد التسلیم ضعیف جدّاً، یردّه المتبادر إلى الذهن من الحكم على مثل هذا الموضوع، مضافاً إلى ما فی بعض النصوص من أنّه شرّع لسدّ الخلّة.

وهل یجری الحكم فی زماننا هذا على المسافر الّذی یتمكّن من الحصول على مؤونة سفره ورفع حاجته من ماله باستحصاله بالوسائل الرسمیّة والتجاریّة؟

 

الظاهر العدم، فلا  یعدّ مثله ابن السبیل والمنقطع من بلده وماله.

ثم إنّه یشترط أن یكون سفره مباحاً، فلو كان معصیةً لم یُعطَ. قال فی الجواهر: «بلا خلاف، كما اعترف به بعضهم».([2])

وأمّا اشتراط كون السفر طاعةً فهو خلاف الإطلاق. والروایة الدالّة على اعتبار كون السفر طاعةً ضعیفة السند، ودلالتها قابلة للحمل على أنّ المراد منها عدم كونه معصیةً، كما هو الظاهر بمناسبة الحكم والموضوع، والله هو العالم.

 

([1]) جواهر الكلام، ج 16، ص112.

([2]) جواهر الکلام، ج16، ص112.

موضوع: 
نويسنده: