جمعه: 10/فرو/1403 (الجمعة: 19/رمضان/1445)

التنبیه الأوّل: المراد من الصحّة والفساد

إنّ المراد بالصحّة هو التمامیّة، ویعبّر عنها فی الفارسیة بـ «درستى»؛ وعمّا یوصف بها بالصحیح والتامّ بالعربیة، وبالفارسیة بـ «درست». ومقابل الصحّة الفساد المعبّر عنه فی الفارسیة بـ «نادرستى»، كما أنّ مقابل الصحیح الفاسد المعبّر عنه فی الفارسیة بـ «نادرست».

وهذا التقابل لا یأتی فی الأشیاء بالنسبة إلى نفس ذواتها فلا یتّصف بالصحّة والفساد الموجود فی الخارج، بل ولا المفاهیم بالنسبة إلى ذواتها، بل الاتّصاف بهما

 

یكون بالنسبة إلى غیر ذواتها من العناوین الخارجة عنها، فیوصف الشـیء بالصحّة إذا كان مصداقاً لعنوان مّا، وبالفساد إذا لم یكن كذلك.

وبالجملة التقابل بین الصحّة والفساد تقابل العدم والملكة،([1]) ولا یتصوّر فی نفس الشیء وذاته بل لابدّ أن یكون بین الشیء وعنوان من العناوین، فهو یتّصف بالصحّة إذا كان مصداقاً لهذا العنوان، ویتّصف بالفساد إذا لم یكن مصداقاً له مع أنّ من شأنه أن یقع مصداقاً له.

وبالجملة: الصحّة والفساد لا یأتیان مثلاً فی أفعال الصلاة مثل الركوع والسجود والقیام بالنسبة إلى ذواتها، أی الحركة المحقّقة فی الخارج، فهی لا تتّصف بالفساد؛ لأنّ معنى اتّصافها بالفساد نفی ذاتها عن ذاتها وسلب الشیء عن نفسه، ولذا لا توصف بالصّحة أیضاً؛ لأنّ ما لا یوصف بالفساد لا یوصف بالصّحة، ولكن توصف هذه الحركة الخاصّة بالصحّة بالنسبة إلى عنوان الركوع أو السجود أو القیام، فإذا كانت مصداقاً بالنسبة إلى هذا العنوان تكون صحیحة، وإذا لم تكن مصداقاً له تكون فاسدة.

وممّا ذكر یظهر أنّ الصحّة والفساد وصفان إضافیّان، ولذلك یمكن أن یكون شیء واحد صحیحاً بالنسبة إلى عنوان أو عناوین، وفاسداً بالنسبة إلى عنوان أو عناوین اُخرى.

موضوع: 
نويسنده: