شنبه: 11/فرو/1403 (السبت: 20/رمضان/1445)

الاستدلال بسیرة العقلاء على حجّیة الظواهر

وحیث إنّ بناء العقلاء هو عمدة ما استدلّ به فی باب الظواهر وخبر الواحد، بل جمیع ما ذكر من الأدلّة راجع إلیه والمباحث المذكورة فی الكتب الاُصولیة أكثرها إمّا تكون من المبادی، أو ممّا تتفرّع على المباحث المتعلّقة بنفس العلم، ومسألة حجّیة الظواهر وحجّیة خبر الواحد وما یتفرّع علیها من حجّیة الشهرة والإجماع المنقول من أهمّ المسائل الاُصولیة ومورد الاحتیاج فی جلّ مباحث الفقه ولا ینبغی طی هذا الاستدلال وإهماله كما صنع بعض الاُصولیّین، فیجب علینا التكلّم فیه بمقدار یتّضح به المراد، فنقول:

یمكن تقریر هذا الاستدلال بوجهین:

أحدهما: أنّ العقلاء فی اُمورهم الاجتماعیة من المعاشرات والمعاملات وغیرها استقرّ بناؤهم على اتّباع الظاهر والعمل به، ویستكشف من عدم ردع الشارع عن تلك الطریقة المستمرّة والسیرة المستقرّة جواز العمل بما یقتضیه الظاهر شرعاً.

ثانیهما: أنّ العقلاء فی الخطابات الصادرة من الموالی لتحریك العبید وبعثهم أو زجرهم استقرّت سیرتهم على حجّیة ظواهرها ما دام لم یتّخذ المولى طریقة اُخرى فی تفهیم مراداته غیر الطریقة المتداولة بین سائر الموالی والعبید.

ومعنى استقرار طریقتهم وبنائهم على الحجّیة حكمهم بصحّة مؤاخذة العبد من

 

جانب المولى إذا خالف ظاهر خطابه، وعدم كونه فی عقابه العبد على ذلك ظالماً؛ وعدم صحّة مؤاخذة العبد إذا خالف مراده الواقعی مع موافقته مقتضى ظاهر کلام المولى، وكون عقابه فی ذلك الفرض قبیحاً وظلماً.

موضوع: 
نويسنده: