شنبه: 1/ارد/1403 (السبت: 11/شوال/1445)

التنبیه الرابع: نتیجة دلیل الانسداد

لا یخفى علیك: أنّهم اختلفوا فی أنّ نتیجة دلیل الانسداد هل هی حجّیة الظنّ بطریقیّة الطریق أو حجّیة الظنّ بالواقع أو حجّیة کلیهما.([1])

فاختار الأوّل بعضهم كالشیخ محمد تقی صاحب الحاشیة([2]) وأخیه المحقّق صاحب الفصول([3]) قدّس سرّهما. واختار الثانی شریف العلماء&. والشیخ وغیره اختاروا الثالث.([4])

ولكن بعد ملاحظة ما تلوناه علیك لا وقع لهذا الاختلاف ویسقط البحث رأساً، فإنّ مقتضى ما ذكر حجّیة الظنّون النقلیة الّتی توجب الظنّ عادةً، ولیس فی حجّیة الظنّ تأسیساً من الشارع وجعلاً مستقلّا، لمعلومیة أنّ ذلك لو كان لنقل إلینا لتوفّر الدواعی على نقله وكونه من أهمّ ما یحتاج إلیه الناس فی أمر دینهم وعدم وجود سببٍ لاختفائه، وهذا بخلاف إیكال الناس إلى حالهم وما هو المتعارف بینهم من الأخذ بالطرق النقلیة، فإنّ إمضاء ما استقرّت علیه طریقتهم لیس أمراً نقلیاً بل هو أمرٌ یعرف من بناء المسلمین بما استقرّت علیه سیرتهم من الأخذ بالظنون النقلیة ومعاملتهم فی ما هو بینهم وبین صاحب الشرع بحسب ارتكازهم على نحو ما هو المتعارف بینهم بالنسبة إلى سائر الموالی والعبید. فعلى هذا، لا مجال للاختلاف المذكور.

 

([1]) الخراسانی، كفایة الاُصول، ج2، ص125.

([2]) الأصفهانی، هدایة المسترشدین، ص391.

([3]) الأصفهانی، الفصول الغرویة، ص277.

([4]) الأنصاری، فرائد الاُصول، ص128-  129.

موضوع: 
نويسنده: