جمعه: 10/فرو/1403 (الجمعة: 19/رمضان/1445)

نكتةٌ روائیّة[S1] 

وأودّ أن اُشیر إلی نکتة هنا، وهی: أنّ نظری القاصر فی الروایات الّتی لم یذكر بعض الرجال أسانیدها فی كتب الرجال المتداولة والّتی تختصّ بذكر رجال أسانید مثل الكافی ومن لا یحضره الفقیه والتهذیب هو أنّ مثل هذه الروایات إذا ذكرت فی كتب مثل مؤلّفی تلك الكتب المختصّة أو من طرازهم والمقاربین لزمانهم أو السابقین على عصـرهم، ولم تكن متونها مشتملةً على مطالب ضعیفة ومستغربة، وخاصّة إذا کان فی سائر الروایات ما یتضمّن مثل تلك المدالیل، کان بالإمكان الاعتماد على مثل هذه الروایات، فإنّ ظاهر روایة هؤلاء الأعاظم لها، دلیل على اعتمادهم علیها وقبولها.

أجل، إذا کان هناك قرینة فی البین على أنّ المؤلّف کان فی مقام جمع مطلق الأخبار، دون الاعتماد علیها، لم یكن نقل الروایة مع جهالة الراوی موجباً للاعتماد علیها وقبولها.

ولذا، فإنّ مثل كتاب التوحید للصدوق أو کمال الدین أو غیبة الشیخ الطوسی أو غیبة النعمانی لا یمكن ترك الروایات الواردة فیها إذا لم یرد

 

قدحٌ ظاهرٌ ثابتٌ لسندها أو متنها وعدم الاعتناء بقبولها من قبل مؤلّفی تلك الكتب لمجرَّد أنّ واحداً أو أكثر من رواتها مجهول، فی حین أنّ السیرة العقلائیة قائمة على الأخذ بالأخبار المرسلة التاریخیة إذا لم تقم الشواهد الثابتة على ردِّ مضمونها فضلاً عن دلالة الشواهد على مضمونها.

وعلى أیِّ حال، وبالالتفات إلی الروایات الكثیرة الاُخری، یكون مضمون هذه الروایات مقطوع الصدور عن الأئمّة^ وخاصّة هذه الروایة فإنّها لیست بأقلّ من سائر أخبار الآحاد المعتبرة، ولذا فإنّ العلماء اعتمدوها، وإنّ الأفاضل شرحوها، حیث نقل أنّ من جملة من تناولها هو المرحوم القاضی سعید القمّی حیث كتب فیها شرحَیْن مفصّلین.

 


 [S1]از صفحه فرد جداگانه شروع شود عنوان مستقل است.

نويسنده: 
کليد واژه: