جمعه: 1403/01/10
نسخة للطباعةSend by email
المكانة العلمية للامام الصادق عليه‏ السلام في كلام المرجع الصافي دام ظله

نعزی الامام المنتظر عج و العالم الاسلامی بذكرى شهادة الامام جعفر الصادق علیه السلام

*******

  لا یسعنا التفصیل فی مثل هذا الموضوع ، وعلینا الاختصار ، لأنه لا یفی لأداء حقه محاضرة واحدة ولا مقالة واحدة ، بل حتى عشرات المقالات . و قد تصدّى للكتابة حول فضائل الامام الصادق علیه السلام و مقامه العلمی السامی عدّة من العلماء ، منهم الاستاذ أسد حیدر فی موسوعته الكبیرة التی طبعت بستة مجلدات خصصها للكلام فی علمه ومدرسته الاسلامیة الكبرى ، ومنهم الاستاذ أبو زهرة من علماء الأزهر و غیرهما الكثیرون.

أجل افتتح الامام الصادق علیه السلام مدرسة كبرى لا نظیر لها فی العالم الاسلامی إلى الیوم .

و قد انتهل من علمه الواسع و تخرج من مدرسته العظمى تلامیذ فی مختلف العلوم ؛ من قبیل الكلام و الاحتجاج  و الفقه و التفسیر ، و الحدیث ، و الأدب ، و العلوم الطبیعیة كالكیمیاء و علم الأعضاء ، والفروع الأخرى. و علماء أمثال : محمد بن مسلم ، و زراره، و هشام بن الحكم ، و ابان بن تغلب،  وابوحنیفه،  ومالك بن انس .

وقد ذكر منهم ابن عقده و هو من مشاهیر علماء المسلمین المتبحر فی علم الرجال، أربعة الاف باسمائهم، مضافا الى نقله عن كل واحد منهم حدیثا عن الامام الصادق علیه السلام فی المجالات والعلوم الاسلامیة المختلفة.

و قد أحصی فی مسجد الكوفة أربعمةمئة طالب علم كل بقول حدثنی جعفر بن محمد .

كتاب توحید المفضل، و الرسالة الاهلیلجه، و مناظرات الامام مع  رؤساء و كبار الزنادقه و الملاحده، و المادیین كلها اثار موجودة . و قد ثبت علمه الواسع للجمیع فی مجال الطب و التشریح و خواص الاشیاء .

فقه الشیعه المتضمن لالاف المواد القانونیة و التعلیمیة ، و البرامج العملیة و الاخلاقیة الاسلامیة فی اكثره ، بل تقریباً فی تمام موارده مدین لعلوم الامام‏ صادق‏ علیه‏ السلام الثرة.

فی مثل احكام الحج وهو احد أكبر فرائض الاسلام و المتضمن لفلسفة عالیة العالم الاسلامی مدین اعلوم الامام الصادق علیه‏السلام . و كما یقول ابوحنیفه الكل عیال الامام جعفر الصادق‏ ، و یشهد به الحدیث المروی فی  صحیح مسلم أن مأخذ حدود أربعمائة مادّه من احكام الحجّ لدى اهل السنة انما هو من فیض علم الامام جعفر علیه السلام .

براى هر كس تاریخ را مطالعه كند قطع حاصل مى‏شود كه امام صادق علیه‏السلام از علوم غیب آگاه بو ده است؛ لا یبقى لمن طالع التاریخ و الاحادیث مجالا للشك فی أن الامام علیه السلام كان ملرتبطا بالغیب مسددا بالعلوم الغیببیة ، حتى ابن‏ خلدون الفیلسوف  المشهور و عالم علم الاجتماع و على الرغم من إبتعاده عن علوم و فضائل اهل البیت و عدم المامه الكافی عنهم تراه یذعن  فی  فصل من كتابه الذی خصصه للبحث فی مسألة العلم الغیب و إمكانیة  اطلاع البشر على علم الغیب یذكر  الامام الصادق علیه‏السلام  و یقول (ما هو قریب من هذا المضمون): لا عجب أن یطّلع مثل جعفر بن محمد على علم الغیب و هو صاحب المقام السامی و المكانة الكبرى و صفاء الباطن .

و یقرّ المنصور الخلیفة العباسی بهذه المنزلة الامام جعفر اللصادق علیه ‏السلام على الرغم من اعتباره معارضا لمقاصده السیاسیة ، وكان یعمل على ثنی الامام من نشر العلوم وتكوین مدرسته الكبرى ینقل عنه الیعقوبى الموؤرخ،[1] قوله انه من علماء اهل البیت و من ورثة علم الكتاب وممن اختارهم الله تعالى من أولیاءه الذین قال عنهم فی كتابه:

(ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِینَ اصْطَفَیْنَا مِنْ عِبَادِنَا)[2].

فسلام على الامام جعفر بن محمد یوم ولد و یوم استشهد و یوم یبعث حیّا.

 

 

[1] ( 1). تاریخ الیعقوبى، ج 2، ص 383.

[2] ( 2). فاطر، 32.

الخميس / 27 يونيو / 2019