جمعه: 31/فرو/1403 (الجمعة: 10/شوال/1445)

بِسْمِ الله الرَّحمنِ الرَّحِیم
اَلْحَمْدُ لِلهِ الَّذِی لَیْسَ لِقَضائِهِ دافِعٌ، وَلا لِعَطائِهِ مانِعٌ، وَلا كَصُنْعِهِ صُنْعُ صانِعٍ، وَهُوَ الْجَوادُ الْواسِعُ، فَطَرَ أَجْناسَ الْبَدائِعِ، وَاَتْقَنَ بِحِكْمَتِهِ الصَّنائِعَ، لَاتَخْفَی عَلَیْهِ الطَّلائِعُ، وَلَا تَضِیعُ عِنْدَهُ الْوَدائِعُ، جازِی كُلِّ صانِعٍ، وَرائِشُ كُلِّ قانِعٍ، وَراحِمُ كُلِّ ضارِعٍ، وَمُنْزِلُ الْمَنافِعِ وَالْكِتابِ الْجامِعِ بِالنُّورِ السّاطِعِ، وَهُوَ لِلدَّعَواتِ سامِعٌ، وَلِلْكُرُباتِ دافِعٌ وَلِلدَّرَجاتِ رافِعٌ، وَلِلْجَبابِرَةِ قامِعٌ، فَلَا إِلَهَ غَیْرُهُ وَلَا شَیْءَ یَعْدِلُهُ، وَلَیْسَ كَمِثْلِهِ شَیْءٌ، وَهُوَ السَّمِیعُ الْبَصِیرُ اللَّطِیفُ الْخَبِیرُ، وَهُوَ عَلَی كُلِّ شَیْء قَدِیرٌ.
اَللَّهُمَّ إِنِّی أَرْغَبُ إِلَیْكَ، وَأَشْهَدُ بِالرُّبُوبِیَّةِ لَكَ، مُقِرّاً بِأَنَّكَ رَبِّی، وَإِلَیْكَ مَرَدِّی، إِبْتَدَاْتَنِی بِنِعْمَتِكَ قَبْلَ أَنْ أَكُونَ شَیْئاً مَذْكُوراً، وَخَلَقْتَنِی مِنَ التُّرابِ ثُمَّ أَسْكَـنْتَنِی الْأَصْلابَ، آمِناً لِرَیْبِ الْمَنُونِ، وَاخْتِلافِ الدُّهُورِ وَالسِّنِینَ، فَلَمْ أَزَلْ ظاعِناً مِنْ صُلْبٍ إِلَی رَحِمٍ فِی تَقَادُمٍ مِنَ الْأَیَّامِ الْماضِیَةِ وَالْقُرُونِ الْخالِیَةِ، لَمْ تُخْرِجْنِی لِرَأفَتِكَ بِی، وَلُطْفِكَ لِی، وَإِحْسانِكَ اِلَیَّ فِی دَوْلَةِ أَئِمَّةِ الْكُفْرِ، الَّذِینَ نَقَضُوا
 
عَهْدَكَ، وَكَذَّبُوا رُسُلَكَ، لَكِنَّكَ أَخْرَجْتَنِی لِلَّذِی سَبَقَ لِی مِنَ الْهُدَی الَّذِی لَهُ یَسَّرْتَنِی، وَفِیهِ أَنْشَأتَنِی، وَمِنْ قَبْلِ ذلِكَ رَؤُفْتَ بِی، بِجَمِیلِ صُنْعِكَ وَ سَوابِغِ نِعَمِكَ، فَابْتَدَعْتَ خَلْقِی مِنْ مَنِیٍّ یُمْنی، وَأَسْكَـنْتَنِی فِی ظُـلُماتٍ ثَلاثٍ، بَیْنَ لَحْمٍ وَدَمٍ وَجِلْدٍ، لَمْ تُشْهِدْنِی خَلْقِی، وَلَمْ تَجْعَلْ إِلَیَّ شَیْئاً مِنْ أَمْرِی، ثُمَّ أَخْرَجْتَنِی لِلَّذِی سَبَقَ لِی مِنَ الْهُدَی إِلَی الدُّنْیا تـامّاً سَوِیّاً، وَحَفِظْتَنِی فِی الْمَهْدِ طِفْلا صَبِیّاً، وَرَزَقْتَنِی مِنَ الْغِذاءِ لَبَناً مَرِیّاً، وَعَطَفْتَ عَلَیَّ قُلُوبَ الْحَواضِنِ، وَ كَفَّلْتَنِی الْاُمَّهَاتِ الرَّواحِمَ، وَ كَلَأْتَنِی مِنْ طَوارِقِ الْجَانِّ، وَسَلَّمْتَنِی مِنَ الزِّیادَةِ وَالنُّقْصانِ، فَتَعالَیْتَ یا رَحِیمُ یا رَحْمنُ، حَتَّی إِذَا اسْتَهْلَلْتُ ناطِقاً بِالْكَلامِ، أَتْمَمْتَ عَلَیَّ سَوابِغَ الْإِنْعامِ، وَرَبَّیْتَنِی زائِداً فِی كُلِّ عامٍ، حَتَّی إِذَا اكْتَمَلَتْ فِطْرَتِی، وَاعْتَدَلَتْ مِرَّتِی، أَوْجَبْتَ عَلَیَّ حُجَّتَكَ بِأَنْ أَلْهَمْتَنِی مَعْرِفَتَكَ، وَرَوَّعْتَنِی بِعَجائِبِ حِكْمَتِكَ، وَأَیْقَظْتَنِی لِما ذَرَأْتَ فِی سَمائِكَ وَأَرْضِكَ مِنْ بَدائِعِ خَلْقِكَ، وَنَبَّهْتَنِی لِشُكْرِكَ وَذِكْرِكَ، وَأَوْجَبْتَ عَلَیَّ طاعَتَكَ وَعِبادَتَكَ، وَفَهَّمْتَنِی ما جاءَتْ بِهِ رُسلُكَ، وَیَسَّرْتَ لِی تَقَبُّلَ مَرْضاتِكَ، وَمَنَنْتَ عَلَیَّ فِی جَمِیعِ ذلِكَ بِعَوْنِكَ وَلُطْفِكَ، ثُمَّ إِذْ خَلَقْتَنِی مِنْ خَیْرِ الثَّری، لَمْ تَرْضَ لِی یا إِلهِی نِعْمَةً دُونَ اُخْری، وَرَزَقْتَنِی مِنْ أَنْواعِ الْمَعاشِ، وَصُنُوفِ الرِّیاشِ، بِمَنِّكَ الْعَظِیمِ‌ الْأَعْظَمِ عَلَیَّ، وَإِحْسانِكَ الْقَدِیمِ إِلَیَّ‎، حَتَّی إِذا أَتْمَمْتَ عَلَیَّ جَمِیعَ النِّعَمِ، وَصَرَفْتَ عَنِّی كُلَّ النِّقَمِ،
 
لَمْ یَمْنَعْكَ جَهْلِی وَجُرْأَتِی عَلَیْكَ أَنْ دَلَلْتَنِی إِلی ما یُقَرِّبُنِی إِلَیْكَ، وَوَفَّقْتَنِی لِما یُزْلِفُنِی لَدَیْكَ، فَإِنْ دَعَوْتُكَ أَجَبْتَنِی وَإِنْ سَأَلْتُكَ أَعْطَیْتَنِی‎، وَإِنْ أَطَعْتُكَ شَكَرْتَنِی، وَإِنْ شَكَرْتُكَ زِدْتَنِی، كُلُّ ذلِكَ إِكْمالٌ لِأَنْعُمِكَ عَلَیَّ، وَإِحْسانِكَ إِلَیَّ، فَسُبْحانَكَ سُبْحانَكَ مِنْ مُبْدِئٍ مُعِیدٍ حَمِیدٍ مَجِیدٍ، وَتَقَدَّسَتْ أَسْماؤُكَ، وَعَظُمَتْ آلاؤُكَ، فَأَیَّ نِعَمِكَ یا إِلهِی اُحْصِی عَدَداً وَذِكْراً، أَمْ أَیَّ عَطایاكَ أَقُومُ بِها شُكْراً، وَهِیَ یا رَبِّ أَكْثَرُ مِنْ أَنْ یُحْصِیَهَا الْعادُّونَ، أَوْ یَبْلُغَ عِلْماً بِهَا الْحافِظُونَ، ثُمَّ ما صَرَفْتَ وَدَرَاْتَ عَنِّی.
اَللَّهُمَّ مِنَ الضُّـرِّ وَالضَّـرَّاءِ أَكْثَرُ مِمَّا ظَهَرَ لِی مِنَ الْعافِیَةِ وَالسَّـرَّاءِ، وَأَنَا أَشْهَدُ یا إِلهِی بِحَقِیقَةِ إِیمانِی، وَعَقْدِ عَزَماتِ یَقینی، وَخالِصِ صَرِیحِ تَوْحِیدِی، وَباطِنِ مَكْنُونِ ضَمِیرِی، وَعَلائِقِ مَجارِی نُورِ بَصَرِی، وَأَسارِیرِ صَفْحَةِ جَبِینِی، وَخُرْقِ مَسارِبِ نَفْسِی، وَخَذارِیفِ مارِنِ عِرْنِینِی، وَمَسارِبِ سِماخِ سَمْعِی، وَما ضُمَّتْ وَأَطْبَقَتْ عَلَیْهِ شَفَتایَ، وَحَرَكاتِ لَفْظِ لِسانِی، وَمَغْرَزِ حَنَكِ فَمِی وَفَكِّی، وَمَنابِتِ أَضْراسِی، وَمَساغِ مَطْعَمِی وَمَشْرَبِی، وَحِمالَةِ اُمِّ رَاْسِی، وَبَلُوعِ فارِغِ حَبائِلِ عُنُقِی، وَمَا اشْتَمَلَ عَلَیْهِ تامُورُ صَدْرِی، وَحَمائِلِ حَبْلِ وَتِینِی، وَنِیاِطِ حِجابِ قَلْبِی، وَأَفْلاذِ حَواشِی كَبِدِی، وَما حَوَتْهُ شَراسِیفُ أَضْلاعِی، وَحِقاقُ مَفاصِلِی، وَقَبْضُ عَوامِلِی، وَأَطْرافُ أَنامِلِی، وَلَحْمِی، وَدَمِی، وَشَعْرِی، وَبَشَرِی، وَعَصَبِی،
 
وَقَصَبِی، وَعِظامِی، وَمُخِّی  وَعُرُوقِی، وَجَمِیعُ جَوارِحِی، وَمَا انْتَسَجَ عَلَی ذلِكَ أَیـَّامَ رِضاعِی، وَما أَقَلَّتِ الْأَرْضُ مِنِّی، وَنَوْمِی، وَیَقْظَتِی، وَسُكُونِی، وَحَرَكاتِ رُكُوعِی وَسُجُودِی، أَنْ لَوْ حاوَلْتُ وَاجْتَهَدْتُ مَدَی الْأَعْصارِ وَالْأَحْقابِ لَوْ عُمِّرْتُها أَنْ اُؤَدِّیَ شُكْرَ واحِدَةٍ مِنْ أَنْعُمِكَ مَا اسْتَطَعْتُ ذلِكَ إِلَّا بِمَنِّكَ، الْمُوجَبِ عَلَیَّ بِهِ شُكْرُكَ أَبَداً جَدِیداً، وَثَناءً طارِفاً عَتِیداً، أَجَلْ، وَلَوْ حَرَصْتُ أَنَا وَالْعادُّونَ مِنْ أَنامِكَ أَنْ نُحْصِیَ مَدَی إِنْعامِكَ سالِفِهِ وَآنِفِهِ ما حَصَرْناهُ عَدَداً، وَلا أَحْصَیْناهُ أَمَداً، هَیْهاتَ أَنّی ذلِكَ، وَأَنْتَ الْمُخْبِرُ فِی كِتابِكَ النّاطِقِ، وَالنَّبَأِ الصّادِقِ ﴿وَ اِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللّٰهِ لا تُحْصُوها﴾، صَدَقَ كِتابُكَ اَللَّهُمَّ وَإِنْباؤُكَ، وَبَلَّغَتْ أَنْبِیاؤُكَ وَرُسُلُكَ ما أَنْزَلْتَ عَلَیْهِمْ مِنْ وَحْیِكَ، وَشَرَعْتَ لَهُمْ وَبِهِمْ مِنْ دِینِكَ، غَیْرَ أَنِّی یَا إِلهِی أَشْهَدُ بِجَهْدِی وَجِدِّی، وَمَبْلَغِ طاعَتِی وَوُسْعِی، وَأَقُولُ مُؤْمِناً مُوقِناً: اَلْحَمْدُ لِلهِ الَّذِی لَمْ یَتَّخِذْ وَلَداً فَیَكُونَ مَوْرُوثاً، وَلَمْ یَكُنْ لَهُ شَرِیكٌ فِی مُلْكِهِ فَیُضادَّهُ فِیمَا ابْتَدَعَ، وَلا وَلِیٌّ مِنَ الذُّلِّ فَیُرْفِدَهُ فِیما صَنَعَ، فَسُبْحانَهُ سُبْحانَهُ، ﴿لَوْ كانَ فِیهِما آلِهَةٌ اِلَّا اللّٰهُ لَفَسَدَتا﴾ وَتَفَطَّرَتا، سُبْحانَ اللهِ الْواحِدِ الْأَحَدِ الصَّمَدِ الَّذِی ﴿لَمْ یَلِدْ وَلَمْ یُولَد٭ وَ لَمْ یَكُنْ لَهُ كُفُواً أحَدٌ﴾، اَلْحَمْدُ لِلهِ حَمْداً یُعادِلُ حَمْدَ مَلائِكَتِهِ الْمُقَرَّبِینَ، وَأَنْبِیائِهِ الْمُرْسَلِینَ، وَصَلَّی اللهُ عَلَی خِیَرَتِهِ مُحَمَّدٍ خاتَمِ النَّبِیِّینَ وَآلِهِ الطَّـیِّبِینَ الطَّاهِرِینَ الْمُخْلَصِینَ وَسَلَّمَ.

 

پس شروع فرمود آن حضرت در سؤال و اهتمام نمود در دعا و آب از دیده‎های مباركش جاری بود، پس گفت:

اَللَّهُمَّ اجْعَلْنِی أَخْشاكَ كَأَنِّی أَراكَ، وَأَسْعِدْنِی بِتَقْواكَ، وَلا تُشْقِنِی بِمَعْصِیَتِكَ، وَخِرْ لِی فِی قَضائِكَ، وَبارِكْ لِی فِی قَدَرِكَ، حَتّی لَا اُحِبَّ تَعْجِیلَ ما أَخَّرْتَ، وَلَا تَأْخِیرَ ما عَجَّلْتَ .
اَللَّهُمَّ اجْعَلْ غِنایَ فِی نَفْسِی، وَالْیَقِینَ فِی قَلْبِی، وَالْإِخْلاصَ فِی عَمَلِی، وَالنُّورَ فِی بَصَرِی، وَالْبَصِیرَةَ فِی دِینِی، وَمَتِّعْنِی بِجَوارِحِی‎، وَاجْعَلْ سَمْعِی وَبَصَرِیَ الْوَارِثَیْنِ مِنِّی، وَانْصُرْنِی عَلَی مَنْ ظَلَمَنِی، وَأَرِنِی فِیهِ ثارِی وَمَآرِبِی، وَأَقِرَّ بِذلِكَ عَیْنِی
اَللَّهُمَّ اكْشِفْ كُرْبَتِی، وَاسْتُرْ عَوْرَتِی، وَاغْفِرْ لِی خَطِیئَتِی، وَاخْسَأْ شَیْطانِی، وَفُكَّ رِهانِی، وَاجْعَلْ لِی یا إِلهِی الدَّرَجَةَ الْعُلْیا فِی الْآخِرَةِ وَالْاُولی.
اَللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ كَما خَلَقْتَنِی  فَجَعَلْتَنِی سَمِیعاً بَصِیراً، وَلَكَ الْحَمْدُ كَما خَلَقْتَنِی فَجَعَلْتَنِی خَلْقاً سَوِیّاً رَحْمَةً بِی، وَقَدْ كُنْتَ عَنْ خَلْقِی غَنِیّاً.
رَبِّ بِما بَرَاْتَنِی فَعَدَّلْتَ فِطْرَتِی، رَبِّ بِما أَنْشَاْتَنِی فَأَحْسَنْتَ صُورَتِی، رَبِّ بَما أَحْسَنْتَ إِلَیَّ وَفِی نَفْسِی عافَیْتَنِی، رَبِّ بِما كَلَأْتَنِی وَوَفَّقْتَنِی، رَبِّ بِما أَنْعَمْتَ عَلَیَّ فَهَدَیْتَنِی، رَبِّ بِما أَوْلَیْتَنِی وَمِنْ كُلِّ خَیْر أَعْطَیْتَنِی، رَبِّ بِما أَطْعَمْتَنِی وَسَقَیْتَنِی، رَبِّ بِما
 
أَغْنَیْتَنِی وَأَقْنَیْتَنِی، رَبِّ بِما أَعَنْتَنِی وَأَعْزَزْتَنِی، رَبِّ بِما أَلْبَسْتَنِی مِنْ سِتْرِكَ الصّافِی، وَیَسَّرْتَ لِی مِنْ صُنْعِكَ الْكافِی، صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَعِنِّی عَلَی بَوائِقِ الدُّهُورِ وَصُرُوفِ اللَّیالِی وَالْأَیـَّامِ، وَنَجِّنِی مِنْ أَهْوالِ الدُّنْیا وَكُرُوبَاتِ الْآخِرَةِ، وَاكْفِنِی شَرَّ ما یَعْمَلُ الظَّـالِمُونَ فِی الْأَرْضِ.
اَللَّهُمَّ ما أَخافُ فَاكْفِنِی، وَما أَحْذَرُ فَقِنِی، وَفِی نَفْسِی وَدِینِی فَاحْرُسْنِی، وَفِی سَفَرِی فَاحْفَظْنِی، وَفِی أَهْلِی وَمالِی فَاخْلُفْنِی، وَفِیما رَزَقْتَنِی فَباركْ لِی، وَفِی نَفْسِی فَذَلِّلْنِی، وَفِی أَعْیُنِ النّاسِ فَعَظِّمْنِی، وَمِنْ شَرِّ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ فَسَلِّمْنِی، وَبذُنُوبِی فَلا تَفْضَحْنِی، وَبِسَرِیرَتِی فَلا تُخْزِنِی، وَبِعَمَلِی فَلا تَبْتَلِنِی، وَنِعَمَكَ فَلا تَسْلُبْنِی، وَإِلی غَیْرِكَ فَلا تَكِلْنِی.
إِلهِی إِلی مَنْ تَكِلُنِی، إِلی قَرِیبٍ فَیَقْطَعُنِی، أَمْ إِلی بَعِیدٍ فَیَتَجَهَّمُنِی، أَمْ إِلَی الْمُسْتَضْعَفِینَ لِی، وَأَنْتَ رَبِّی وَمَلِیكُ أَمْرِی، أَشْكُو إِلَیْكَ غُرْبَتِی وَبُعْدَ دارِی، وَهَوانِی عَلی مَنْ مَلَّكْتَهُ أَمْرِی.
إِلهِی فَلا تُحْلِلْ عَلَیَّ غَضَبَكَ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ غَضِبْتَ عَلَیَّ فَلا اُبالِی سِواكَ، سُبْحانَكَ غَیْرَ أَنَّ عافِیَتَكَ أَوْسَعُ لِی، فَأَسْأَلُكَ یا رَبِّ بِنُورِ وَجْهِكَ الَّذِی أَشْرَقَتْ لَهُ الْأَرْضُ وَالسَّماواتُ، وَكُشِفَتْ بِهِ الظـُّلُماتُ، وَصَلُحَ بِهِ أَمْرُ الْأَوَّلِینَ وَالْآخِرِینَ، أَنْ لا تُمِیتَنِی عَلی غَضَبِكَ، وَلا تُنْزِلَ بِی سَخَطِكَ، لَكَ الْعُتْبَی لَكَ الْعُتْبَی حَتَّی
 
تَرْضَی قَبْلَ ذلِكَ، لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ، رَبَّ الْبَلَدِ الْحَرامِ، وَ الْمَشْعَرِ الْحَرامِ، وَ الْبَیْتِ الْعَتِیقِ، أَلَّذِی أَحْلَلْتَهُ الْبَرَكَةَ، وَجَعَلْتَهُ لِلنّاسِ أَمْناً، یا مَنْ عَفا عَنْ عَظِیمِ الذُّنُوبِ بِحِلْمِهِ، یا مَنْ أَسْبَغَ النَّعْماءَ بِفَضْلِهِ، یا مَنْ أَعْطَی الْجَزِیلَ بِكَرَمِهِ، یا عُدَّتِی فِی شِدَّتِی، یا صاحِبِی فِی وَحْدَتِی، یا غِیاثِی فِی كُرْبَتِی، یا وَلِیِّی فِی نِعْمَتِی.
یا إِلهِی وَإِلهَ آبائِی إِبْراهِیمَ وَإِسْماعِیلَ وَإِسْحاقَ وَیَعْقُوبَ وَرَبَّ جَبْرَئِیلَ وَمِیكائِیلَ وَإِسْرافِیلَ، وَرَبَّ مُحَمَّدٍ خاتَمِ النَّبِیِّینَ وَآلِهِ الْمُنْتَجَبِینَ، وَمُنْزِلَ التَّوْراةِ وَالْإِنْجِیلِ وَالزَّبُورِ وَالْفُرْقانِ، وَمُنَزِّلَ كـهیعـص وَطه وَیس وَالْقُرْآنِ الْحَكِیمِ، أَنْتَ كَهْفِی حِینَ تُعْیِینِیَ الْمَذاهِبُ فِی سَعَتِها، وَتَضِیقُ بِیَ الْأَرْضُ بِرُحْبِهَا، وَلَوْلا رَحْمَتُكَ لَكُنْتُ مِنَ الْهالِكِینَ، وَأَنْتَ مُقِیلُ عَثْرَتِی، وَلَوْلا سَتْرُكَ إِیَّایَ لَكُنْتُ مِنَ الْمَفْضُوحِینَ، وَاَنْتَ مُؤَیِّدِی بِالنَّصْرِ عَلی أَعْدائِی، وَلَوْلا نَصْرُكَ إِیَّایَ لَكُنْتُ مِنَ الْمَغْلُوبِینَ.
یا مَنْ خَصَّ نَفْسَهُ بِالسُّمُوِّ وَالرِّفْعَةِ، فَأَوْلِیاؤُهُ بِعِزِّهِ یَعْتَزُّونَ، یا مَنْ جَعَلَتْ لَهُ الْمُلُوكُ نِیرَ الْمَذَلَّةِ عَلی أَعْناقِهِمْ، فَهُمْ مِنْ سَطَواتِهِ خائِفُونَ، ﴿یَعْلَمُ خائِنَةَ الْأَعْیُنِ وَمَا تُخْفِی الصُّدُورُ﴾ وَ غَیْبَ ما تَأْتِی بِهِ الْأَزْمِنَةُ وَالدُّهُورُ، یا مَنْ لا یَعْلَمُ كَیْفَ هُوَ إِلَّا هُوَ، یا مَنْ لا یَعْلَمُ ما هُوَ إِلَّا هُوَ، یا مَنْ لا یَعْلَمُهُ إِلَّا هُوَ، یا مَنْ كَبَسَ الْأَرْضَ عَلَی الْماءِ، وَسَدَّ الْهَواءَ بِالسَّماءِ، یا مَنْ لَهُ أَكْرَمُ الْأَسْماءِ، یا ذَا الْمَعْرُوفِ
 
الَّذِی لا یَنْقَطِعُ أَبَداً، یا مُقَیِّضَ الرَّكْبِ لِیُوسُفَ فِی الْبَلَدِ الْقَفْرِ، وَمُخْرِجَهُ مِنَ الْجُبِّ، وَ جَاعِلَهُ بَعْدَ الْعُبُودِیَّةِ مَلِكاً، یا رادَّهُ عَلَی یَعْقُوبَ بَعْدَ أَنِ ابْیَضَّتْ عَیْناهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِیمٌ، یا كاشِفَ الضُّـرِّ وَالْبَلْوَی عَنْ أَیُّوبَ، وَمُمْسِكَ یَدَیْ إِبْراهِیمَ عَنْ ذِبْحِ ابْنِهِ بَعْدَ كِبَرِ سِنِّهِ وَفَناءِ عُمْرِهِ، یا مَنِ اسْتَجابَ لِزَكَرِیّا فَوَهَبَ لَهُ یَحْیی، وَلَمْ یَدَعْهُ فَرْداً وَحِیداً یا مَنْ أَخْرَجَ یُونُسَ مِنْ بَطْنِ الْحُوتِ، یا مَنْ فَلَقَ الْبَحْرَ لِبَنِی إِسْرائِیلَ فَأَنْجاهُمْ، وَجَعَلَ فِرْعَونَ وَجُنُودَهُ مِنَ الْمُغْرَقِینَ، یا مَنْ أَرْسَلَ الرِّیاحَ مُبَشِّراتٍ بَیْنَ یَدَیْ رَحْمَتِهِ یا مَنْ لَمْ یَجْعَلْ عَلی مَنْ عَصاهُ مِنْ خَلْقِهِ، یا مَنِ اسْتَنْقَذَ السَّحَرَةَ مِنْ بَعْدِ طُولِ الْجُحُودِ، وَقَدْ غَدَوْا فِی نِعْمَتِهِ یَأْكُلُونَ رِزْقَهُ وَیَعْبُدُونَ غَیْرَهُ، وَقَدْ حادُّوهُ وَنادُّوهُ وَكَذَّبُوا رُسُلَهُ.
یا اَللهُ یااَللهُ یا بَدِیءُ، یا (بَدیعُ) بَدِیعاً لا نِدَّ لَكَ، یا دائِماً لا نَفادَ لَكَ، یا حَیّاً حِینَ لا حَیَّ، یا مُحْیِیَ الْمَوْتی، یا مَنْ هُوَ قائِمٌ عَلی كُلِّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ، یا مَنْ قَلَّ لَهُ شُكْرِی فَلَمْ یَحْرِمْنِی، وَ عَظُمَتْ خَطِیئَتِی فَلَمْ یَفْضَحْنِی، وَرَآنِی عَلَی الْمَعاصِی فَلَمْ یَشْهَرْنِی، یا مَنْ حَفِظَنِی فِی صِغَرِی، یا مَنْ رَزَقَنِی فِی كِبَرِی، یا مَنْ أَیادِیهِ عِنْدِی لا تُحْصَی، وَنِعَمُهُ لا تُجازَی، یا مَنْ عارَضَنِی بِالْخَیْرِ وَالْإِحْسانِ وَعارَضْتُهُ بِالإِساءَةِ وَالْعِصْیانِ، یا مَنْ هَدانِی لِلْإِیمانِ مِنْ قَبْلِ أَنْ أَعْرِفَ شُكْرَ الْإِمْتِنانِ، یا مَنْ دَعَوْتُهُ مَرِیضاً فَشَفانِی، وَعُرْیاناً فَكَسانِی، وَجائِعاً
 
فَأَشْبَعَنِی، وَعَطْشاناً فَأَرْوانِی، وَذَلِیلاً فَأَعَزَّنِی، وَجاهِلاً فَعَرَّفَنِی، وَوَحِیداً فَكَثَّرَنِی، وَ غائِباً فَرَدَّنِی، وَمُقِـلّاً فَأَغْنانِی، وَمُنْتَصِراً فَنَصَرَنِی، وَغَنِیّاً فَلَمْ یَسْلُبْنِی، وَأَمْسَكْتُ عَنْ جَمِیعِ ذلِكَ فَابْتَدَأَنِی فَلَكَ الْحَمْدُ وَالشُّكْرُ، یا مَنْ أَقالَ عَثْرَتِی، وَنَفَّسَ كُرْبَتِی وَأَجابَ دَعْوَتِی، وَسَتَرَ عَوْرَتِی، وَغَفَرَ ذُنُوبِی، وَبَلَّغَنِی طَلِبَتِی، وَنَصَرَنِی عَلی عَدُوِّی، وَإِنْ أَعُدَّ نِعَمَكَ وَمِنَنَكَ وَكَرائِمَ مِنَحِكَ لَا اُحْصِیها.
یَا مَوْلایَ، أَنْتَ الَّذِی مَنَنْتَ، أَنْتَ الَّذِی أَنْعَمْتَ، أَنْتَ الَّذِی أَحْسَنْتَ، أَنْتَ الَّذِی أَجْمَلْتَ، أَنْتَ الَّذِی أَفْضَلْتَ أَنْتَ الَّذِی أَكْمَلْتَ، أَنْتَ الَّذِی رَزَقْتَ، أَنْتَ الَّذِی وَفَّقْتَ، أَنْتَ الَّذِی أَعْطَیْتَ، أَنْتَ الَّذِی أَغْنَیْتَ، أَنْتَ الَّذِی أَقْنَیْتَ، أَنْتَ الَّذِی آوَیْتَ، أَنْتَ الَّذِی كَفَیْتَ، أَنْتَ الَّذِی هَدَیْتَ، أَنْتَ الَّذِی عَصَمْتَ، أَنْتَ الَّذِی سَتَرْتَ، أَنْتَ الَّذِی غَفَرْتَ، أَنْتَ الَّذِی أَقَلْتَ، أَنْتَ الَّذِی مَكَّنْتَ، أَنْتَ الَّذِی أَعْزَزْتَ، أَنْتَ الَّذِی أَعَنْتَ، أَنْتَ الَّذِی عَضَدْتَ، أَنْتَ الَّذِی أَیَّدْتَ، أَنْتَ الَّذِی نَصَرْتَ، أَنْتَ الَّذِی شَفَیْتَ، أَنْتَ الَّذِی عافَیْتَ، أَنْتَ الَّذِی أَكْرَمْتَ، تَبارَكْتَ وَتَعالَیْتَ، فَلَكَ الْحَمْدُ دائِماً، وَلَكَ الشُّكْرُ واصِباً أَبَداً.
ثُمَّ أَنَا یا إِلهِی الْمُعْتَرِفُ بِذُنُوبِی فَاغْفِرْها لِی، أَنَا الَّذِی أَسَأْتُ، أَنَا الَّذِی أَخْطَأْتُ، أَنَا الَّذِی هَمَمْتُ، أَنَا الَّذِی جَهِلْتُ، أَنَا الَّذِی غَفَلْتُ، أَنَا الَّذِی سَهَوتُ، أَنَا الَّذِی اعْتَمَدْتُ، أَنَا الَّذِی تَعَمَّدْتُ،

 

أَنَا الَّذِی وَعَدْتُ وَأَنَا الَّذِی أَخْلَفْتُ، أَنَا الَّذِی نَكَثْتُ، أَنَا الَّذِی أَقْرَرْتُ، أَنَا الَّذِی اعْتَرَفْتُ بِنِعْمَتِكَ عَلَیَّ وَعِنْدِی، وَأَبُوءُ بِذُنُوبِی فَاغْفِرْها لِی، یا مَنْ لا تَضُرُّهُ ذُنُوبُ عِبادِهِ، وَ هُوَ الْغَنِیُّ عَنْ طاعَتِهِمْ، وَ الْمُوَفِّقُ مَنْ عَمِلَ صالِحاً مِنْهُمْ بِمَعُونَتِهِ وَرَحْمَتِهِ، فَلَكَ الْحَمْدُ إِلهِی وَسَیِّدِی.
إِلهِی أَمَرْتَنِی فَعَصَیْتُكَ، وَ نَهَیْتَنِی فَارْتَكَبْتُ نَهْیَكَ، فَأَصْبَحْتُ لا ذا بَراءَةٍ لِی فَأَعْتَذِرُ، وَلا ذا قُوَّةٍ فَأَنْتَصِرُ، فَبِأَیِّ شَیْءٍ أَسْتَقْبِلُكَ یا مَوْلایَ، أَبِسَمْعِی أَمْ بِبَصَرِی أَمْ بِلِسانِی أَمْ بِیَدِی أَمْ بِرِجْلِی، أَ لَیْسَ كُلُّها نِعَمَكَ عِنْدِی، وَبِكُلِّها عَصَیْتُكَ یا مَوْلایَ، فَلَكَ الْحُجَّةُ وَالسَّبِیلُ عَلَیَّ، یا مَنْ سَتَرَنِی مِنَ الْآباءِ وَالْاُمَّهاتِ أَنْ یَزْجُرُونِی، وَمِنَ الْعَشائِر وَالْإِخْوانِ أَنْ یُعَیِّرُونِی، وَمِنَ السَّلاطِینِ أَنْ یُعاقِبُونِی، وَلَوِ اطَّلَعُوا یا مَوْلایَ عَلَیَّ مَا اطَّلَعْتَ عَلَیْهِ مِنِّی إِذاً ما أَنْظَرُونِی، وَلَرَفَضُونِی وَقَطَعُونِی، فَها أَنَا ذا یا إِلهِی بَیْنَ یَدَیْكَ یا سَیِّدِی خاضِعٌ ذَلِیلٌ حَصِیرٌ حَقِیرٌ، لا ذُو بَراءَةٍ فَأَعْتَذِرُ، وَلا ذُو قُوَّةٍ فَأَنْتَصِرُ، وَلا حُجَّةٍ فَأَحْتَجُّ بِها، وَلا قائِلٌ لَمْ أَجْتَرِحْ وَلَمْ أَعْمَلْ سُوءً وَ ما عَسَی الْجُحُودُ، وَلَوْ جَحَدْتُ یا مَوْلایَ یَنْفَعُنِی، كَیْفَ وَأَنَّی ذلِكَ، وَجَوارِحِی كُلُّها شاهِدَةٌ عَلَیَّ بِما قَدْ عَمِلْتُ، وَعَلِمْتُ یَقِیناً غَیْرُ ذِی شَكٍّ أَنَّكَ سائِلِی مِنْ عَظائِمِ الْاُمُورِ، وَأَنَّكَ الْحَكَمُ الْعَدْلُ الَّذِی لا تَجُورُ، وَعَدْلُكَ مُهْلِكِی، وَمِنْ كُلِّ عَدْلِكَ مَهْرَبِی، فَإِنْ

 

تُعَذِّبْنِی یا إِلهِی فَبِذُنُوبِی بَعْدَ حُجَّتِكَ عَلَیَّ، وَإِنْ تَعْفُ عَنِّی فَبِحِلْمِكَ وَجُودِكَ وَكَرَمِكَ.
لَا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّی كُنْتُ مِنَ الظّالِمِینَ، لَا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّی كُنْتُ مِنَ الْمُسْتَغْفِرِینَ، لَا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّی كُنْتُ مِنَ الْمُوَحِّدِینَ، لَا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّی كُنْتُ مِنَ الْخائِفِینَ، لَا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّی كُنْتُ مِنَ الْوَجِلِینَ لَا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّی كُنْتُ مِنَ الرّاجِینَ، لَا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّی كُنْتُ مِنَ الرَّاغِبِینَ، لَا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّی كُنْتُ مِنَ الْمُهَلِّـلِینَ، لَا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّی كُنْتُ مِنَ السَّائِلِینَ، لَا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّی كُنْتُ مِنَ الْمُسَبِّحِینَ، لَا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّی كُنْتُ مِنَ الْمُكَبِّرِینَ، لَا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ رَبِّی وَرَبُّ آبائِیَ الْأَوَّلِینَ.
اَللَّهُمَّ هذا ثَنائِی عَلَیْكَ مُمَجِّداً، وَإِخْلاصِی لِذِكْرِكَ مُوَحِّداً، وَإِقْرارِی بِآلائِكَ مُعَدِّداً، وَإِنْ كُنْتُ مُقِرّاً أَنِّی لَمْ اُحْصِها لِكَثْرَتِها وَسُبُوغِها وَتَظاهُرِها وَتَقادُمِها إِلی حَادِثٍ، مَا لَمْ تَزَلْ تَتَعَهَّدُنِی بِهِ مَعَها مُنْذُ خَلَقْتَنِی وَبَرَأْتَنِی مِنْ أَوَّلِ الْعُمْرِ مِنَ الْإِغْناءِ مِنَ الْفَقْرِ  وَكَشْفِ الضُّـرِّ وَتَسْبِیبِ الْیُسْرِ وَدَفْعِ الْعُسْرِ وَتَفْرِیجِ الْكَرْبِ وَالْعافِیَةِ فِی الْبَدَنِ وَالسَّلامَةِ فِی الدِّینِ، وَلَوْ رَفَدَنِی عَلی قَدْرِ ذِكْرِ نِعْمَتِكَ جَمِیعُ الْعالَمِینَ مِنَ الْأَوَّلِینَ وَالْآخِرِینَ ما قَدَرْتُ وَلا هُمْ عَلَی ذلِكَ، تَقَدَّسْتَ وَتَعالَیْتَ مِنْ رَبٍّ كَرِیمٍ عَظِیمٍ رَحِیمٍ، لا تُحْصَی آلاؤُكَ، وَلا یُبْلَغُ

 

ثَناؤُكَ، وَ لا تُكافَی نَعْماؤُكَ، صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَتْمِمْ عَلَیْنا نِعَمَكَ، وَأَسْعِدْنا بِطاعَتِكَ، سُبْحانَكَ لَا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ.
اَللَّهُمَّ إِنَّكَ تُجِیبُ الْمُضْطَرَّ وَتَكْشِفُ السُّوءَ، وَتُغِیثُ الْمَكْرُوبَ‎، وَتَشْفِی السَّقِیمَ، وَتُغْنِی الْفَقِیرَ، وَتَجْبُرُ الْكَسِیرَ، وَتَرْحَمُ الصَّغِیرَ، وَتُعِینُ الْكَبِیرَ، وَلَیْسَ دُونَكَ ظَهِیرٌ، وَلا فَوْقَكَ قَدِیرٌ، وَأَنْتَ الْعَلِیُّ الْكَبِیرُ، یا مُطْلِقَ الْمُكَبَّلِ الاَسِیرِ، یا رازِقَ الطِّفْلِ الصَّغِیرِ، یا عِصْمَةَ الْخائِفِ الْمُسْتَجِیرِ، یا مَنْ لا شَرِیكَ لَهُ وَلا وَزِیرَ، صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَعْطِنِی فِی هذِهِ الْعَشِیَّةِ، أَفْضَلَ ما أَعْطَیتَ وَأَنَلْتَ أَحَداً مِنْ عِبادِكَ مِنْ نِعْمَةٍ تُولِیها، وَآلاءٍ تُجَدِّدُها، وَبَلِیَّةٍ تَصْرِفُها، وَكُرْبَةٍ تَكْشِفُها، وَدَعْوَةٍ تَسْمَعُها، وَحَسَنَةٍ تَتَقَبَّلُها، وَسَیِّئَةٍ تَتَغَمَّدُها، إِنَّكَ لَطِیفٌ بِما تَشاءُ خَبِیرٌ، وَعَلَی كُلِّ شَیْءٍ قَدِیرٌ.
اَللَّهُمَّ إِنَّكَ أَقْرَبُ مَنْ دُعِیَ، وَأَسْرَعُ مَنْ أَجابَ، وَأَكْرَمُ مَنْ عَفَی، وَأَوْسَعُ مَنْ أَعْطَی، وَأَسْمَعُ مَنْ سُئِلَ، یا رَحْمنَ الدُّنْیا وَالْآخِرَةِ وَرَحِیمَهُما، لَیْسَ كَمِثْلِكَ مَسْؤُولٌ وَلا سِواكَ مَأْمُولٌ، دَعَوْتُكَ فَأَجَبْتَنِی، وَسَأَلْتُكَ فَأَعْطَیْتَنِی، وَرَغِبْتُ إِلَیْكَ فَرَحِمْتَنِی، وَوَثِقْتُ بِكَ فَنَجَّیْتَنِی، وَفَزِعْتُ إِلَیْكَ فَكَفَیتَنِی .
اَللَّهُمَّ فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ وَنَبِیِّكَ، وَعَلَی آلِهِ الطَّـیِّبِینَ الطّاهِرِینَ أَجْمَعِینَ، وَتَمِّمْ لَنا نَعْماءَكَ، وَهَنِّئْنا عَطاءَكَ، وَاكْتُبْنا لَكَ شاكِرِینَ، وَلِآلائِكَ ذاكِرِینَ، آمِینَ آمِینَ رَبَّ الْعالَمِینَ.

 

اَللَّهُمَّ یا مَنْ مَلَكَ فَقَدَرَ، وَقَدَرَ فَقَهَرَ، وَعُصِیَ فَسَتَرَ، وَاسْتُغْفِرَ فَغَفَرَ، یا غایَةَ الطَّالِبِینَ الرّاغِبِینَ، وَمُنْتَهَی أَمَلِ الرَّاجِینَ، یا مَنْ أَحاطَ بِكُلِّ شَیْءٍ عِلْماً، وَوَسِعَ الْمُسْتَقِیلِینَ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَحِلْماً.
اَللَّهُمَّ إِنّا نَتَوَجَّهُ إِلَیْكَ فِی هذِهِ الْعَشِیَّةِ، أَلَّتِی شَرَّفْتَها وَ عَظَّمْتَها بِمُحَمَّدٍ نَبِیِّكَ وَرَسُولِكَ وَخِیَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ، وَأَمِینِكَ عَلَی وَحْیِكَ، اَلْبَشِیرِ النَّذِیرِ، اَلسِّراجِ الْمُنِیرِ، أَلَّذِی أَنْعَمْتَ بِهِ عَلَی الْمُسْلِمِینَ، وَجَعَلْتَهُ رَحْمَةً لِلْعالَمِینَ.
اَللَّهُمَّ فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ كَما مُحَمَّدٌ أَهْلٌ لِذلِكَ مِنْكَ یا عَظِیمُ، فَصَلِّ عَلَیْهِ وَعَلَی آلِهِ الْمُنْتَجَبِینَ الطَّـیِّبِینَ الطَّاهِرِینَ أَجْمَعِینَ، وَتَغَمَّدْنا بِعَفْوِكَ عَنّا، فَإِلَیْكَ عَجَّتِ الْأَصْواتُ بِصُنُوفِ اللُّغاتِ، فَاجْعَلْ لَنَا اللَّهُمَّ فِی هذِهِ الْعَشِیَّةِ نَصِیباً مِنْ كُلِّ خَیْر تَقْسِمُهُ بَیْنَ عِبادِكَ، وَنُورٍ تَهْدِی بِهِ، وَرَحْمَةٍ تَنْشُرُها، وَبَرَكَةٍ تُنْزِلُها، وَعافِیَةٍ تُجَلِّلُها، وَرِزْقٍ تَبْسُطُهُ، یا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ.
اَللَّهُمَّ أَقْلِبْنا فِی هذَا الْوَقْتِ مُنْجِحِینَ مُفْلِحِینَ مَبْرُورِینَ غانِمِینَ وَلا تَجْعَلْنا مِنَ الْقانِطِینَ، وَلا تُخْلِنا مِنْ رَحْمَتِكَ، وَلا تَحْرِمْنا ما نُؤَمِّلُهُ مِنْ فَضْلِكَ، وَلا تَجْعَلْنا مِنْ رَحْمَتِكَ مَحْرُومِینَ، وَلا لِفَضْلِ ما نُؤَمِّلُهُ مِنْ عَطائِكَ قانِطِینَ، وَلا تَرُدَّنا خائِبِینَ، وَلا مِنْ بابِكَ مَطْرُودِینَ، یا أَجْوَدَ الْأَجْوَدِینَ وَأَكْرَمَ الْأَكْرَمِینَ، إِلَیْكَ أَقْبَلْنا مُوقِنِینَ، وَلِبَیْتِكَ الْحَرامِ آمِّینَ قاصِدِینَ، فَأَعِنّا عَلَی مَناسِكِنا، وَأَكْمِلْ لَنا حَجَّنا، وَاعْفُ عَنَّا

 

وَعافِنا، فَقَدْ مَدَدْنا إِلَیْكَ أَیْدِیَنا، فَهِیَ بِذِلَّةِ الْإِعْتِرافِ مَوْسُومَةٌ.
اَللَّهُمَّ فَأَعْطِنا فِی هذِهِ الْعَشِیَّةِ ما سَأَلْناكَ، وَاكْفِنا مَا اسْتَكْفَیْناكَ، فَلا كافِیَ لَنا سِواكَ، وَلا رَبَّ لَنا غَیْرُكَ، نافِذٌ فِینا حُكْمُكَ، مُحِیطٌ بِنا عِلْمُكَ، عَدْلٌ فِینا قَضاؤُكَ، إِقْضِ لَنَا الْخَیْرَ، وَاجْعَلْنا مِنْ أَهْلِ الْخَیْرِ.
اَللَّهُمَّ أَوْجِبْ لَنا بِجُودِكَ عَظِیمَ الْأَجْرِ وَكَرِیمَ الذُّخْرِ وَدَوامَ الْیُسْرِ، وَاغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا أَجْمَعِینَ، وَلا تُهْلِكْنا مَعَ الْهالِكِینَ، وَلا تَصْرِفْ عَنَّا رَأْفَتَكَ وَرَحْمَتَكَ یا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ.
اَللَّهُمَّ اجْعَلْنا فِی هذا الْوَقْتِ مِمَّنْ سَأَلَكَ فَأَعْطَیْتَهُ، وَشَكَرَكَ فَزِدْتَهُ، وَتابَ إِلَیْكَ فَقَبِلْتَهُ، وَتَنَصَّلَ إِلَیْكَ مِنْ ذُنُوبِهِ كُلِّها فَغَفَرْتَها لَهُ، یا ذَا الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ.
اَللَّهُمَّ وَنَقِّنا وَسَدِّدْنا وَاقْبَلْ تَضَـرُّعَنا یا خَیْرَ مَنْ سُئِلَ، وَیا أَرْحَمَ مَنِ اسْتُرْحِمَ، یا مَنْ لا یَخْفَی عَلَیْهِ إِغْماضُ الْجُفُونِ، وَلا لَحْظُ الْعُیُونِ، وَلا مَا اسْتَقَرَّ فِی الْمَكْنُونِ، وَلا مَا انْطَوَتْ عَلَیْهِ مُضْمَراتُ الْقُلُوبِ، أَلا كُلُّ ذلِكَ قَدْ أَحْصاهُ عِلْمُكَ وَوَسِعَهُ حِلْمُكَ، سُبْحانَكَ وَتَعَالَیْتَ عَمَّا یَقُولُ الظَّالِمُونَ عُلُوّاً كَبِیراً، تُسَبِّحُ لَكَ السَّماواتُ السَّبْعُ وَالْأَرَضُونَ وَمَنْ فِیهِنَّ، وَإِنْ مِنْ شَیْءٍ إِلَّا یُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ، فَلَكَ الْحَمْدُ وَالْمَجْدُ وَعُلُوُّ الْجَدِّ، یا ذَا الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ وَالْفَضْلِ وَالْإِنْعامِ، وَالْأَیادِی الْجِسامِ، وَأَنْتَ الْجَوادُ الْكَرِیمُ الرَّؤُوفُ الرَّحِیمُ.

 

اَللَّهُمَّ أَوْسِعْ عَلَیَّ مِنْ رِزْقِكَ الْحَلالِ، وَ عَافِنِی فِی بَدَنِی وَدِینِی، وَآمِنْ خَوْفِی وَأَعْتِقْ رَقَبَتِی مِنَ النّارِ.
اَللَّهُمَّ لا تَمْكُرْ بِی، وَلا تَسْتَدْرِجْنِی، وَلا تَخْدَعْنِی، وَادْرَأْ عَنِّی شَرَّ فَسَقَةِ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ.

پس سر و دیده خود را به‌سوی آسمان بلند كرد و از دیده‎های مباركش آب می‎ریخت مانند دو مَشك و به صدای بلند گفت:

یَا أَسْمَعَ السَّامِعِینَ، یَا أَبْصَرَ النَّاظِرِینَ، وَیَا أَسْرَعَ الْحاسِبِینَ، وَیا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ، صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ السَّادَةِ الْمَیامِینَ، وَأَسْأَلُكَ اللَّهُمَّ حاجَتِیَ الَّتِی إِنْ أَعْطَیْتَنِیها لَمْ یَضُرَّنِی ما مَنَعْتَنِی، وَإِنْ مَنَعْتَنِیها لَمْ یَنْفَعْنِی ما أَعْطَیْتَنِی، أَسْأَلُكَ فَكاكَ رَقَبَتِی مِنَ النّارِ، لَا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ وَحْدَكَ لَا شَرِیكَ لَكَ، لَكَ الْمُلْكُ وَلَكَ الْحَمْدُ، وَأَنْتَ عَلَی كُلِّ شَیْءٍ قَدِیرٌ، یَا رَبِّ یا رَبِّ.[1]

 

 

[1]. کفعمی، البلد‌الامین، ص251 ـ 258؛ مجلسی، زادالمعاد، ص173 ـ 182؛ محدّث قمی، مفاتیح‌الجنان (دعای عرفه امام‌حسین(علیه‌السلام)..

موضوع: 
نويسنده: 
کليد واژه: