سه شنبه: 1402/12/29
نسخة للطباعةSend by email
حدوث القران أو قدمه

 

 

أنّ القرآن هل هو حادث أو قدیم؟

 

ج. هذا البحث من المباحث المستحدثة، لانجده فیما كتب فی عصر الرسالة، فكأنّهم فهموا من قوله تعالى: «وَ كَلَّمَ اللهُ مُوسَى تَكْلِیماً»  أنّه لابد فی الكلام أن یوجده المتكلم، لكن لو لزم ذلك، فلا یجب أن یكون بهذه الآلات الخاصة، بل یمكن إیجاده بغیرها، ثم إنّ الله تعالى الموصوف بأنّه «لَیْسَ كَمِثْلِهِ شَیء»  لایكون خلقه الأصوات والألفاظ إلا بنحو لاینافی قدسیة ذاتهِ و تنزّهه عن مشابهة مخلوقاته. فاعتقاد أنّه متكلم لابد أن یكون من صفات الفعل، لأنّ المتكلّم فی زمان متلبّس بصفة الكلام وفی زمان آخر غیر متلبّس بها. وهذا من خصوصیات صفات الفعل، ولو كان من صفات الذات لما خلیت منها الذات. وأمّا حقیقة مبدئیة الذات بالنسبة إلى الكلام فلا یجب، بل لا یمكن معرفتها. والقول بالكلام النفسی ـ مضافاً إلى أنّه لا دلیل له من الشرع ـ إن كان المراد منه حصول معنى الكلام فی الذات بنحو الحدوث أو الدوام واللزوم، فهو یرجع إلى القول بالتركیب أو انفعال الذات وتأثرها من الخارج. والقول بوجود المؤثر الخارجی والشریك، وكل ذلك منفی عنه منزهة ذاته عنه، تعالى عن مثل ذلك علواً كبیراً. ثم إنّ نفی ذلك عنه لیس تكلماً فی الذات، بل التكلم فیها أن بیان معنى حقیقة مبدئیة الذات بالنسبة إلى الكلام، فتأمل فی ذلك كله فإنّه من مزالّ الأقدام.

الأحد / 10 يناير / 2016