سمات الحسين عليه السلام اللامعة في كتاب اللَّه و احاديث النبي
سمات الحسين عليه السلام اللامعة في كتاب اللَّه و احاديث النبي
سمات الحسین علیه السلام اللامعة فی كتاب اللَّه و احادیث النبی
نبارك للامام الحجة المنتظر عج و للأمة الاسلامیة جمعاء ذكرى ولادة الامام الحسین علیه السلام
من كتاب : أشعة من عظمة الامام الحسین علیه السلام للمرجع الصافی دام ظله :
سمات الحسین علیه السلام اللامعة فی كتاب اللَّه[1]
1- آیة المودة:
«قُلْ لا أسئَلُكُمْ عَلَیهِ أجّراً إلّا المَوَدَّةَ فِی القُربى»[2]
روى أحمد بن حنبل فی «المسند» و ابو نعیم الحافظ، الثعلبی، الطبرانی، الحاكم النیشابوری، الرازی، الشبراوی، ابن حجر، الزمخشری، ابن منذر، ابن ابی حاتم، ابن مردویه، السیوطی و جمع آخر من علماء اهل السنة باسانیدهم عن ابن عباس، قال: «لما نزلت هذه الآیة، قیل یا رسول اللَّه من قرابتك هؤلاء الذین وجبت علینا مودتهم؟
فقال لهم: «علی و فاطمة و ابناهما»[3]
و قد نظم فی هذا المعنى الشیخ شمس الدین ابن العربی:
رأیت ولائی آل طه فریضةً
على رغم اهل البُعد یورثنی القُربا
فما طَلَب المبعوثُ أجراً على الهدى
بتبلیغه إلّا المودّة فی القُربی[4]
و قال الشافعی فی هذا الشأن:
یا أهل بَیتِ رسولِ اللَّه حُبُّكُم
فرضٌ من اللّهِ فی القرآنِ أنْزلَهُ
كَفاكُمُ من عَظیم القَدْر أنّكُمُ
مَنْ لم یصلِّ علیكُمْ لا صَلوة له[5]
2- آیة التطهیر:
«إنَّما یُریدُ اللّهُ لِیُذهِبَ عَنكُم الرِّجْسَ أَهلَ البَیْتِ و یُطَهِّرَكُم تَطْهیراً»[6]
وردت احادیث متواترة و مشهورة عند الفریقین- السنة و الشیعة- فی انَّ آیة التطهیر نزلت فی مورد اجتماع أشرف شخصیات عالم التكوین، ایّ الخمسة أصحاب الكساء و الذین صلّى و دعا لهم الرسول صلى الله علیه و آله مرات متكررة فی بیته و فی بیت فاطمة الزهراء علیها السلام و فی حجرة امِّ سلمة و بعض الاماكن الاخرى، فهذه الآیة الشریفة و الأحادیث الواردة فی تفسیرها تدلُّ بوضوح على عصمة و جلالة شأن الإمام الحسین علیه السلام.
و فیما یتعلق بهذه الآیة الشریفة و احادیث الكساء و متونها، أُلِّفت كتب كثیرة، و قد نقل قسماً منها بعض الرواة مثل صبیح[7] و نقل مسلم و البغوی و الواحدی و الاوزاعی و المحب الطبری، و الترمذی و ابن الاثیر و ابن عبد البر و احمد و الحموینی و الزینی الدحلان و البیهقی و اخرون عن عائشة و ام سلمة و انس و وائلة و صبیح و عمر بن ابی سلمة و معقل بن یسار و ابی الحمراء و عطیة و ابی سعید و ام سلیم، روایات عدیدة فی هذه الواقعة الجلیلة و المنقبة العظیمة.
عن عائشة قالت:
خرج النبی صلى الله علیه و آله ذات غداة و علیه مرط مرجل من شعر فجاء الحسن بن علی فادخله فیه ثمَّ جاء الحسین فأدخله فیه ثمَّ جاءت فاطمة فادخلها فیه ثم جاء علی فادخله فیه ثمَّ قال: «إنَّما یُریدُ اللّهُ لِیُذهِبَ عَنكُم الرِّجْسَ أَهلَ البَیْتِ وَ یُطهّركم تَطهیراً»
و روى الأوزاعی عن شداد بن عبد اللَّه قال: سمعت واثلة بن الاسقع و قد جىء برأس الحسین علیه السلام فلعنه رجل من اهل الشام و لعن أباه فقام واثلة و قال:
و اللَّه لا أزال أحب علیا و الحسن و الحسین و فاطمة بعد أن سمعت رسول اللَّه صلى الله علیه و آله یقول فیهم ما قال، لقد رأیتنی ذات یوم و قد جئت النبی صلى الله علیه و آله فی بیت ام سلمة فجاء الحسن فأجلسه على فخذه الیمنى و قبله ثم جاء الحسین فأجلسه على فخذه الیسرى و قبله ثم جاءت فاطمة فأجلسها بین یدیه ثم دعى بعلی ثم قال «إنَّما یُریدُ اللّهُ لِیُذهِبَ عَنكُم الرِّجْسَ أَهلَ البَیْتِ وَ یُطهّركم تَطهیراً»[8]
و روى «الدولابی» فی «الذریة الطاهرة» عن امِّ سلمة ان رسول اللَّه صلى الله علیه و آله قال لفاطمة: ائتینی بزوجك و ابنیك. فجاءت بهم و أكفأ علیهم كساءً فَدَكیّاً ثم وضع یده علیهم ثم قال: اللهمَّ إنَّ هؤلاء آل محمد فاجعل صلواتك و بركاتك على آل محمد انك حمید مجید.
قالت امّ سلمة: فرفعتُ الكساء لأدخل معهم فجذبهُ رسول اللَّه صلى الله علیه و آله و قال:
«إنَّكِ على خَیْرٍ»[9]
و روى، الحموینی نظیر هذه الروایة عن وائلة.[10] و روى الواحدی فی اسباب النزول و أحمد فی المناقب و الطبرانی عن ابی سعید الخدری أنَّ آیة «إنَّما یُریدُ اللّهُ» نزلت فی حق خمسة اشخاص و هم: رسول اللَّه صلى الله علیه و آله و علیّ و فاطمة و الحسن و الحسین علیهم السلام.[11]
و روى احمد عن امِّ سلمة مثله.[12] و روى مثله الواحدی[13] بسنده عن امِّ سلیم.
و هذه الاحادیث الكثیرة تدل على عصمة سید الشهداء علیه السلام و أنَّ كل عمل و نهضة تصدر عنه، إنّما هی مطابقة للصواب و الحقیقة و قد استدلّ السیوطی بهذه الآیة و قال: الكلّ یعتبر أنَّ اجماع اهل البیت علیهم السلام، حجّة، لان الخطأ رجسٌ و قد نفاه اللَّه عنهم.[14]
أشعة من عظمة الإمام الحسین (ع)، ص: 26
3- آیة المباهلة:
«فَمَن حاجَّكَ فیهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنْ العِلْمِ فَقُلْ تعالَوا نَدْعُ أبنائَنا و أبنائَكم و نِسائَنا و نِسائَكُم و أنْفُسَنا و أنْفُسَكُم ثُمَّ نَبْتهلْ فَنَجعَل لَعنَةَ اللّهِ عَلى الكاذِبینِ»[15]
من جملة الآیات الدالّة على فضیلة و عُلُوّ مقام و رتبة سیّد الشهداء علیه السلام و باتفاق المسلمین هی آیة المباهلة الشریفة.
و تعدُّ قضیة المباهلة بین النبی صلى الله علیه و آله و نصارى نجران من أوضح مظاهر و دلائل قوة ایمان النبی الأكرم صلى الله علیه و آله و تمسكه و اعتقاده برسالته، اذ أنَّ الدعوة الى المباهلة من قبله علیه السلام اذا لم تكن مقرونة بایمانه الراسخ بدعوته، لكانت انتحاراً حقیقیاً و سنداً مهماً بیَدِ أعدائه لإبطال رسالته.
إذ إنَّ الأمر لم یكن لیخلو من احدى نتیجتین، إمّا ان یستجاب دعاء النصارى بانزال اللعنة الإلهیة على جانب النبی الاكرم صلى الله علیه و آله و إمّا ان لا یستجاب دعاء كلا الجانبین، و فی كلتا الحالتین تبطل دعوى الرسول الكریم صلى الله علیه و آله، و لم نعهد عاقلًا إدّعى النبوّة قد اقترح مثل هذا الاقتراح و التحدی الّا اذا كان على یقین و اطمئنان تامَّین من استجابه دعائه فی هلاك اعدائه، و قد كان النبی محمد صلى الله علیه و آله حاملًا لمثل هذا الیقین، و لذا قام بكل جرأة و شجاعة بمثل هذا الاقتراح، و هذا الثبات و الطمأنینة هو الذی أجبر خصمه على الانسحاب.
كما ان إشراك الإمام علیّ و الحسن و الحسین و فاطمة الزهراء علیهم السلام فی المباهلة بامرٍ من اللَّه تعالى، لخیرُ دلیل على أنَّ هؤلاء النفر الأربعة هم خیرُ خلق
اللَّه تعالى و أعزَّ الناس على قلب رسول اللَّه صلى الله علیه و آله.
أجل، لقد كانت آیة المباهلة اعلان جلالة و مقام هؤلاء الأطهار و قربهم من اللَّه تعالى و من ثمَّ كانت هذه الفضیلة واحدةً من أهمّ فضائل الإمام الحسینحیث إنتخب من بین كلِّ الامة الإسلامیة، اطفالها و شبّانها و شیوخها رجالًا و نساءاً، لیكون أحد دعائم هذه القضیة التاریخیة و المنعطف العقائدی الخطیر، بمعیة أُمّه و أبیه و أخیه.
و فی الوقت الذی نجد أنفسنا فی غنىً عن ذكر المصادر و المراجع التی نقلت هذه الحادثة لكبار مفسری و محدثی و مورخی المسلمین الّا انّنا سنذكر طرفاً منها لیراجعها من أراد الوقوف على المزید من حقائقها: تفسیر الطبری، البیضاوی، النیشابوری، الكشاف، الدر المنثور، اسباب النزول للواحدی، الاكلیل للسیوطی، مصابیح السُنَّة، سُنن الترمذی و كتب اخرى.
سِماتُ الحسین علیه السلام فی احادیث النبی الاكرم صلى الله علیه و آله
1- الحُسین علیه السلام سید شباب اهل الجنّة
روى احمد بن حنبل فی مسنده، البیهقی فی سُننه، الطبرانی فی الاوسط و فی الكبیر، ابن ماجه فی السنن، السیوطی فی الجامع الصغیر و الحاوی و الخصائص الكبرى، الترمذى فی سننه، الحاكم فی المستدرك، ابن حجر فی الصواعق، ابن عساكر فی تاریخ دمشق، ابن حجر العسقلانی فی الإصابة، ابن عبد اللَّه فی الاستیعاب، البغوی فی مصابیح السنّة، ابن الاثیر فی أسد الغابة، الحموینی الشافعی فی فرائد السمطین، أبو سعید فی شرف النبوة، و المحب الطبری فی ذخائر العقبى، ابن السمّان فی الموافقة، النسائی فی خصائص امیر المؤمنین، ابو نعیم فی الحلیة، الخوارزمی فی المقتل، ابن عدی فی الكامل، المناوی فی كنوز الحقایق، و اخرون عن النبی الأعظم صلى الله علیه و آله انه قال: «الحسن و الحسین سیدا شباب اهل الجنة».
و هذا الحدیث روی باسانید عدیدة عن جمع من كبار الصحابة كعلی بن ابى طالب علیه السلام، ابن مسعود، حذیفة، جابر، ابوبكر، عمر، عبد اللَّه بن عمر، قُرَّه، مالك بن الحویرث، بریده، ابی سعید الخدری، ابی هریرة، اسامه، براء، و أنَس و غیرهم.
و یستفاد من مجموع ذلك أنَّ النبی صلى الله علیه و آله قد عَرَّف الحسن و الحسین علیهما السلام بهذه الصفة مرات متكررة، و ان صدور هذا اللفظ «الحسن و الحسین سیدا شباب اهل الجنة» عن رسول اللَّه صلى الله علیه و آله متواترٌ و مسلّمٌ و مشهور و معروف عند المسلمین، كما أنَ
متن اكثر الاحادیث هو هذا اللفظ. و ورد فی بعضها: «إنَّ ملكاً من الملائكة هبط علَیَّ و لم یكن قد هبط قبل ذلك و بشرنی بأن ابنتی فاطمة سیدة نساء امّتی و ان حسناً و حسیناً سیدا شباب اهل الجنّة»
و فی بعضها اضافة: «و أبوهما خیرٌ منها»
و فی بعض طرق هذا الحدیث ذكرت فضائل اخرى لأهل البیت علیهم السلام.[16]
2- الحسین حبیب رسول اللَّه صلى الله علیه و آله
«حسینٌ منی و أنا مِن حُسَیْن»
كان حبُّ رسول اللَّه للحسن و الحسین علیهما السلام حبّاً ممیزاً، و كان صلوات اللَّه و سلامه علیه یظهر ذلك الحب و یفصح عنه فی مناسبات عدیدة.
و قد اتفقت الروایات و التاریخ على أنَّ حبَّ النبی لهؤلاء الاطهار لم یكن حبَّ الابِ لأبنائه فحسب بل كان حبّه یتعدى ذلك فجذور هذا الحب تمتد الى وحدة سنخیة أرواحهم و اتصالهم المعنوی الراسخ و توافقهم الفكری العمیق، الذی یعبِّر عنه النبی صلى الله علیه و آله:
«إنَّهُمْ منّی و أنا مِنهُمْ»
او كما جاء فی حدیث زید بن ارقم:
«أنا سِلمٌ لِمَنْ سالَمتُمْ و حربٌ لِمَنْ حارَبْتُمْ»[17]. و تعابیر اخرى كلها تدل على تفسیر و ترجمة هذا الحبّ و العلقة الثابتة بینهم، البعیدة عن المجاملات و المبالغات.
إنَّه اتصال واقعی روحی و وحدة فكریة و أخلاقیة و عقائدیة تدعو النبی الاكرم صلى الله علیه و آله الى ان یعبِّر بهذا التعبیر «أنا سلمٌ لمن سالمتم و حرب لمن حاربتم» فالجملة صریحة فی وحدة التفكیر و السلوك و الاسالیب بینهم و بین النبی الاكرم صلوات اللَّه علیهم اجمعین، و انه لا اختلاف و لا تفاوت بینهما فی هذه الجهات ابداً و بذلك فقط یصیر سلمهم و حربهم، سلم و حرب رسول اللَّه صلى الله علیه و آله.
و نحن اذ نطالع هذه الاخبار و الاحادیث التی تحكی لنا شدة ارتباط النبی بالحسین علیهم السلام، یجب ان لا نغفل عن ان هذه الكلمات تصدر عن خیر انبیاء اللَّه و سیدهم، و عن رجل قضى حیاته ماقتاً للمجاملات الكاذبة و الإطراءات الخادعة و التملُّقات الرخیصة، بل كانت خطاباته و سلوكه و افعاله كلِّها حجَّة للبشریة، و قوانین و شرائع للإنسانیة، فكان كل ما یقوله ترجمةً للحقیقة.
لقد كان لرسول اللَّه صلى الله علیه و آله بنات غیر فاطمة علیها السلام و كان له ابناء عمومة غیر علی علیه السلام، فلماذا خص حنانه و محبته المتمیزة لهاذین و ابنائهما دون سائر اقربائه؟
و لماذا اختار هؤلاء من دون سائر اصحابه؟
كل ذلك بسبب أنَّ هؤلاء الاربعة كانوا یُجسّدون صفاته و اخلاقه و كمالاته الروحیة.
اذن، فافضل معرِّفٍ و دلیل للفرد المؤمن على عظمة الإمام الحسین علیه السلام و فضله هو نفس هذا الخطاب النبوى الشریف.
و من جملة الأحادیث الحاكیة عن هذا الإرتباط و التعلق الشدید لرسول اللَّه صلى الله علیه و آله بالحسین علیه السلام هو حدیث یعلى بن مرّة إنه خرج مع رسول اللَّه صلى الله علیه و آله الى طعام دعی الیه فإذا حسین علیه السلام یلعب مع الغلمان فی طریق فاستنثل رسول اللَّه صلى الله علیه و آله أمام القوم ثم بسط یده و جعل الصَّبیُ یفرُّ هاهنا و هاهنا فأخذه فقال: «اللهم إنی أُحبّه حسین سبط من الاسباط.»[18]
و رواه البخاری و الترمذی و ابن ماجه و الحاكم بهذا النص:
«حُسین منّی و أنا مِنْهْ أحبَّ اللَّه مَن أحبَّ حُسیناً. الحسن و الحسین سِبطانِ مِنْ الاسباطْ»[19]
و روى الشرباصی حدیث النبی صلى الله علیه و آله:
«حُسین سبطٌ من الأسباط و أمَّة مِنَ الأُمِم»
ثم قال نقلًا عن القاموس: معنى السبط، الجماعة و القبیلة، و قد یُرید النبی بذلك ان الحسین فی مرتبته و رفعته أُمَّة كاملة، أو أن أجر الحُسین و ثوابه كأجر امة كاملةٍ لعظمة فضیلته و عظمة ما قام به علیه السلام.[20]
و روى الشبلنجى و ابن عبد البّر و مُسلم عن ابی هریرة، عنَّ النبی صلى الله علیه و آله قال فی حق الحسن و الحسین علیهما السلام علیهما السلام:
«اللْهُمَّ إنّی أحبُّهما فأَحِبَّهُما و أحبَّ مَنْ یُحبُّهما»[21]
و روى البغوی و الترمذی و سید احمد الزینی و ابن الاثیر و النسائی عن أسامة قال: انَّ رسول اللَّه صلى الله علیه و آله قال فى الحسن و الحسین علیهما السلام:
«هذان إبنایَ و إبنا إبْنَتی الّلهمَّ إنّی أحبُّهما فأحبَّهُما و أحبَّ مَنْ یُحبُّهُما»
و روى الترمذی أن النبی صلى الله علیه و آله قال:
«اللّهمَّ إنّی أحبُّهما فأحِبَّهُما»[22]
و روى الترمذی و البغوی عن أنس ان النبی صلى الله علیه و آله سئل عن احبِّ أهل بیته الیه فقال: الحسن و الحسین.
و نقل السیوطی و المناوی ان النبی صلى الله علیه و آله قال:
«أحَبَّ أهلَ بَیْتی إلَیَّ الحَسَنُ و الحُسَینُ»[23]
و روى الترمذی و البغوی عن انس ان النبی صلى الله علیه و آله كان یقول لفاطمة علیها السلام:
«أدْعُ إلَیَّ إبنَیَّ فَیَشُمُّهُما و یَضُمّهُما إلیه»[24]
و روى أحمد بن حنبل ان النبی صلى الله علیه و آله كان یقول:
«أللّهمّ إنِّی أُحبُّ حُسَیناً فأحِبَّهُ و أحبَّ من یُحِبُّهّ»[25]
و روى ابنُ ابی شیبه ان النبی صلى الله علیه و آله كان یقول فی حق الحسن و الحسین:
«اللَّهمّ إنّی أُحبُهما فأحبَّهُما و ابغُض من یُبْغِضُهُما»[26]
و روى الصبّان عن ابی هریرة قال:
«رأیت رسول اللَّه یَمتصُّ لِعاب الحُسین كما یمتصُّ الرَجُلُ التمرةَ»[27]
و روى المحب الطبری عن ابن بنت منیع و هو عن یزید بن ابی زیاد انه قال:
خرج النبی من بیت عائشة فمرَّ بدار فاطمة و سمع الحسین یبكی فقال:
«ألَمْ تعلمی أنَّ بكاءَهُ یُؤذینی»[28]
و نكتفی بما نقلناه عن سرد أمثال هذه الاحادیث و هی كثیرة، و سیظهر لنا مما سنرویه فی الفصول اللاحقة مدى عمق و شدة حبِّ النبی صلى الله علیه و آله للإمام الحسین علیه السلام.
3- الحُسَین ریحانة النبیّ صلى الله علیه و آله
روى ثلَّة من كبار محدثی اهل السّنَّة عن علی علیه السلام و إبن عمر و أبی هریرة و سعید بن راشد و ابی بكر، أنَّ النبی صلى الله علیه و آله قال:
«الحسن و الحسین علیهما السلام ریحانتایَ مِنَ الدُنیا»
و فی لفظ آخر:
«الوَلَدُ رَیحانَةٌ و ریحانتَیَّ الحَسَنُ و الحُسینُ»
و فی لفظ آخر:
«إنَّ ابنیَّ هذَینِ ریحانَتایَ من الدُنیا»
و فی آخر:
«هَما ریحانتای من الدَنیا»
و من اختلاف الألفاظ یظهر لنا جلیا صدور هذا المضمون مراراً و تكراراً من النبی صلى الله علیه و آله[29] و روى سعید بن راشد ان الحسن و الحسین اقبلا الى النبی صلى الله علیه و آله فضمّهما الیه و قال:
«هذان ریحانتای من الدُنیا مَنْ أحبَّنی فَلْیُحبهما»[30]
و روى المناوی عن الدیلمی فی فردوس الاخبار ان النبی صلى الله علیه و آله قال لعلی علیه السلام:
«سَلامُ اللَّه عَلیك یا أبَا الریحانَتَیْن»[31]
اضف الى هذه الاحادیث ما ورد عنه علیه السلام مثل قوله:
«أوصیك برَیْحانتیَّ خَیراً»[32]
و لكننا أعرضنا عن ذكرها رعایة للاختصار.
4- الحُسین علیه السلام أشبهُ أهل البیت بالنبیّ صلى الله علیه و آله
روى البخاری و ابن الاثیر أنّه عندما جی براس الحسین علیه السلام لابن زیاد لعنه اللَّه و وضع بین یدیه فی طست، اخذ ابن زیاد یضرب الرأس الشریف بعمود خیزران و یقول: اسرع الیك الشیب یا ابا عبد اللَّه. فقال له أنس: انه اشبه اهل بیته برسول اللَّه صلى الله علیه و آله[33] و نقل فی «البدء و التاریخ» ان عبید اللَّه بین زیاد كان یضرب الرأس الشریف و یقول: لم أرَ وجها أجملَ منه» فقال له انس بن مالك: إعْلَم انه شبیه رسول اللَّه صلى الله علیه و آله[34]
[1] ( 1) لا یخفى ان الآیات النازلة فی شأن أهل البیت و الشاملة للإمام الحسین علیه السلام كثیرة و لكننا و رعایة للاختصار نتعرض الى ثلاث آیات فقط، و من أراد مزید الإطلاع فلیراجع كتب التفسیر و الحدیث و من جملة تلك الآیات الأخرى آیة 35، 37 من سورة البقرة و الآیة 22 سورة الرحمن، و الآیة 27 سورة الفجر، و سورة هل أتى و آیات اخرى.
[2] ( 2) سورة الشورى، الآیة 23.
[3] ( 3) احیاء الموات ج 2، الاتحاف ص 5، الصواعق ص 168، الاكلیل ص 191، الغدیر ج 2 ص 307، خصائص الوحی المبین ف 5 ص 55- 52، ابن بطریق ف 9 ص 25- 23.
[4] ( 1) الصواعق المحرقة ص 170. اسعاف الراغبین ص 119.
[5] ( 2) نظم درر السحطین ص 18. اسعاف الراغبین ص 121. الاتحاف ص 29. الصواعق ص 148.
[6] ( 3) سورة الأحزاب آیة 33.
[7] ( 4) اسد الغابة ج 13 ص 11. الاصابةج 2 ص 175- 33- 4.
[8] ( 1) اسد الغابة ج 2 ص 20.
[9] ( 1) ذخائر العقبى ص 24. العمدة ف 9 ص 25. و نقل فی الفصل 8 صفحة 22- 15 و فصول اخرى احادیث كثیرة عن اهل السنة فی اجتماع هؤلاء الخمسة المصطفین.
[10] ( 2) فرائد السمطین ج 1 ص 24.
[11] ( 3) ذخائر العقبى ص 24. و ذكر فیه طرق هذا الحدیث فی الصفحات 24- 21. اسباب النزول ص 267.
[12] ( 4) السیرة النبویة ج 3 ص 366.
[13] ( 5) اسباب النزول ص 267.
[14] ( 6) الأكلیل ص 178؛ و لا یخفى ان أسانید هذا الحدیث فی الكتب الشیعیة كثیرة جداً، و قد رُوی متن بعض هذه الأحادیث بنحو مفصل مثل حدیث الكساء».
[15] ( 1) سورة آل عمران، الآیة 61.
[16] ( 1) سنن ابن ماجه ج 1 باب فضل اصحاب رسول اللَّه صلى الله علیه و آله- ص 56. الجامع الصغیر ج 1 ص 7 و ص 152. الصواعق ص 185 و ص 189. الاصابة ص 330. الترمذى ج 13 ص 191 و ص 192 و ص 198. مصابیح السُّنة ج 2 ص 280. الحاوی ج 2 ص 457. فرائد السمطین ص 35. درر السمطین ص 205. ذخائر العقبى ص 93 و ص 139. خصائص النسائی ص 48 و ص 49 و ص 53 و حلیة الأولیاء ج 5 ص 71. مقتل الخوارزمی ف 6 ص 92. الخصائص الكبرى ج 2 ص 265. مطالب السئول ص 65. تاریخ ابی الفداء ج 2 ص 97.
[17] ( 1) سنن ابن ماجه ج 1 باب: فضل اصحاب رسول اللَّه صلى الله علیه و آله ص 65. سنن الترمذی ج 13 ص 248.
[18] ( 1) سنن ابن ماجه ج 1 ص 65. مصابیح السنة ج 2 ص 281. الترمذى ج 13 ص 195 و ص 196. اسد الغابة ج 5 ص 130 و ص 574 و ج 2 ص 19. كنز العمال ج 6 ص 233 و ج 3 ص 395. مطالب السئول ص 71.
[19] ( 2) الجامع الصغیر ج 1 ص 148. كنز العمال ج 6 ص 223 ح 3953. امالی الشریف المرتضى ج 1 ص 219.
[20] ( 3) راجع حفیدة الرسول ص 40.
[21] ( 1) الاستیعاب ج 1 ص 376. نور الابصار ص 104. السیرة النبویة ج 3 ص 368.
[22] ( 2) مصابیح السنة ج 2 ص 280. الترمذی ج 13 ص 192 وص 193 وص 198. اسد الغابة ج 2 ص 11. خصائص النسائی ص 53- 52.
[23] ( 3) مصابیح السنة ج 2 ص 281. الترمذی ج 13 ص 194. الجامع الصغیر ج 1 ص 11. كنوز الحاقایق ج 1 ص 11.
[24] ( 4) ذخائر العقبى ص 143. نور الابصار ص 114.
[25] ( 1) كنوز الحقائق ج 1 ص 44.
[26] ( 2) كنوز الحقائق ج 1 ص 44.
[27] ( 3) اسعاف الراغبین ص 182.
[28] ( 4) ذخائر العقبى ص 143. نور الأبصار ص 114.
[29] ( 1) صحیح البخاری ج 2 ص 188. الترمذی ج 13 ص 193. اسد الغابة ج 2 ص 19. الإصابة ج 1 ص 332. مصابیح السنة ج 2 ص 280- 279. كنوز الحقائق ج 1 ص 63 و ص 67 و ج 2 ص 151. خصائص النسائی ص 54. كنز العمال ج 6 ص 220 ح 3874 و ص 221 ح 3912. نظم درر السمطین ص 212. مطالب السئول ص 56. الصواعق ص 191.
[30] ( 2) ذخائر العقبى ص 124.
[31] ( 3) كنوز الحقائق ج 1 ص 145.
[32] ( 4) تاج العروس ج 2 ص 145. نهایة ابن الأثیر.
[33] ( 1) صحیح البخاری ج 2 ص 188. اسد الغابة ج 2 ص 20.
[34] ( 2) البدء والتاریخ ج 6 ص 11.