شنبه: 8/ارد/1403 (السبت: 18/شوال/1445)

للضیافة الأحكام!!

نعم، لا یشكو من ذلك، لأنّه كان فی ضیافة مدیریة الأوقاف الّتی لم تؤسّس فی إیران إلّا للقضاء على نفوذ رجال الدین والعلماء الأفاضل،

 

وللسیطرة على المساجد ومراقبتها؛ لئلّا تكون مراكز للثقافة والإرشاد والأمر بالمعروف والنهی عن المنكر؛ كی لا یعترض أحد على أحد، لاسیّما على أرباب المناصب، فلا یقال للمسؤول فی أیّة رتبة كان: لِمَ فعلت أو ارتكبت هذا المنكر أو ذاك؟ ولِمَ تجاوزت حدود الله والشـرع؟ لماذا تصنعون التماثیل وتنصبونها فی المیادین وغیرها وتعظّمونها مع أنّ هذا أشدّ نكراً وضرراً من عبادة الأوثان؟ إذ أنّ عبادة الأوثان لا تزید فی طغیان هذه الأوثان واستبدادها أو تكبّرها وغیّها، بینما تعظیم تماثیل الاُمراء والقوّاد یزید فی جبروتهم، ویشجّعهم على التمادی فی الغیّ والاستبداد والظلم.

لم یسأل الشیخ الندوی مضیِّفه مدیر الأوقاف ـ الّذی احتفى به وأكرم ضیافته ـ عن المساجد الكبیرة القدیمة الأثریة فی إیران، كمسجد الشاه، ومسجد الشیخ لطف الله، والجامع العتیق فی أصفهان وشیراز وغیرهما من المدن الإیرانیة. لم یسأله: لماذا تسمح الحكومة وأجهزتها بدخول السافرات العاریات إلى بیوت الله، وفی هذا هتك لحرمتها؟ !

لماذا لم یلفت سفور النساء وأزیائهنّ المخزیة والمؤسّسات الربویة الّتی تزداد وتتضاعف یوماً فیوماً نظر الشیخ الندوی ولم یعترض على مضیّفیه؟

 

لماذا لم یسأل مدیر الأوقاف عن سبب تشجیع الحكومة للحركات الّتی هی فی محصّلتها النهائیة محاربة للإسلام ومحاولة للقضاء علیه؟ !

لماذا لم یؤاخذ علیه الأفلام السینمائیة الّتی تفسد الأخلاق وتسوق الشباب إلى هاویة الفحشاء ومهاوی الفساد؟ لماذا لم ینصح أحداً فی هذه الاُمور فی رسالته هذه؟

لماذا لم ینظر إلى الصحف والمجلّات الّتی لا تهدف إلّا إلى ترك السنن الإسلامیة، وتدعو إلى الفسق والفجور والاستهتار؟

هذه مسائل یجب على وفود الرابطة أن یدرسوها ویلحظوها، ویبحثوا عنها فی كلّ بلد یفدون إلیه، لا فرق بین إیران ومصـر والجزائر وتونس والمغرب وباكستان وتركیا، وغیرها من البلاد الإسلامیة.

یجب على الوفد نصح الحكومات وشعوبها فی هذه المسائل، وإبلاغهم البلاغ المبین: إنّ الإسلام یرفض كلّ قانون یخالف شریعة الله، وینبذ كلّ سلطة لا تهتمّ بتطبیق الأحكام الإسلامیة الّتی یؤمن بها المسلم الشیعی والسنّی على حدٍّ سواء، فلا معنى لهذه القوانین الّتی لیست من الإسلام فی شیء، ولا تمّت إلیه بصلة. وكذلك نصحهم باعتماد أهداف الإسلام فی نُظُمهم الاجتماعیة والسیاسیة والتربویة والاقتصادیة، ونبذ النُظُم الوافدة أو المستوردة من الخارج، ونصحهم بالاستعداد للجواب یوم الحساب.

 

موضوع: 
نويسنده: 
کليد واژه: